
تراجع جديد للجليد البحري يثير قلق العلماء في القطب الشمالي

الكاتب : يوسف إسماعيل
في سبتمبر 2025 سجل القطب الشمالي تراجعًا جديدًا في مساحات الجليد البحري، حيث انخفض الحد الأدنى إلى نحو 4.60 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يضعه في المرتبة العاشرة بين أدنى القيم منذ بداية الرصد بالأقمار الصناعية عام 1981 ،هذا المستوى يعادل تقريبًا ما سُجل في عامي 2008 و2010.
ورغم أن العام لم يشهد تحطيم رقم قياسي في الذوبان، فإن الصورة العامة ما تزال مثيرة للقلق، إذ إن آخر تسعة عشر عامًا تمثل الفترة الأكثر انخفاضًا في الغطاء الجليدي مقارنة بما سبقها.
تقارير مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا توضح أن المنطقة القطبية ترتفع حرارتها بوتيرة أسرع بكثير من باقي مناطق الكوكب، ما يؤدي إلى ذوبان متواصل سواء في المساحة أو في السمك.
العلماء يشيرون إلى أن هذه الظاهرة مرتبطة بالاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الرياح الدافئة، العواصف، الأمواج البحرية، وكذلك تدفق المياه الأطلسية الدافئة نحو المنطقة، وهو ما يعرف بعملية "الأطلنطة".
كما أن التغيرات الطبيعية في النظام المناخي قد تبطئ أو تسرع الذوبان على المدى القصير، لكنها لا تغير الاتجاه الطويل الأمد لفقدان الجليد.
هذا التراجع له تداعيات عالمية، أبرزها انخفاض قدرة الجليد على عكس أشعة الشمس، مما يزيد امتصاص الأرض للحرارة ويعزز الاحترار العالمي.
الآثار تمتد إلى الحياة البرية مثل الدببة القطبية والفقمات، وإلى المجتمعات المحلية التي تعتمد على الجليد في أنشطتها التقليدية.
ومن الناحية الاقتصادية، قد يؤدي انحسار الجليد إلى فتح ممرات ملاحية جديدة، لكنه يضاعف أيضًا من مخاطر التعرية الساحلية، ويزيد احتمال إطلاق غازات مثل الميثان من التربة المتجمدة، فضلًا عن تأثيره على أنماط الطقس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية واشتداد الظواهر المناخية القاسية.