
الناتو يحذر روسيا من خروقات جوية خطرة

الكاتب : شيماء مصطفى
وجّه حلف شمال الأطلسي اليوم تحذيرا شديد اللهجة إلى روسيا مطالبا بوقف ما وصفه بالانتهاكات التصعيدية للمجال الجوي لدوله الشرقية، وجاء هذا التحرك عقب اجتماع عاجل للحلف ناقش اختراق طائرة روسية المجال الجوي لإستونيا الأسبوع الماضي، في حادثة اعتبرها الحلف خطوة خطرة قد تؤدي إلى حوادث غير محسوبة.
بيان جماعي وتحميل موسكو المسؤولية
أصدرت الدول الأعضاء في الحلف وعددها اثنتان وثلاثون دولة بيانا مشتركا أكدت فيه أن روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال، وحذر البيان من أن هذه الخروقات الجوية تشكل تهديدا مباشرا للأمن الأوروبي وتنطوي على خطر وقوع مواجهات قد تعرض أرواح المدنيين والعسكريين للخطر، داعيا موسكو إلى وقف هذه الممارسات على الفور.
انتهاكات متكررة في أجواء النرويج
كشفت الحكومة النرويجية أن طائرات روسية اخترقت المجال الجوي النرويجي ثلاث مرات منذ بداية الربيع وحتى نهاية الصيف الجاري، وقال رئيس الوزراء يوناس غار ستور إن بلاده لا تستطيع تحديد ما إذا كانت هذه الانتهاكات متعمدة أم ناتجة عن أخطاء ملاحية، لكنه شدد على أنها غير مقبولة وأن أوسلو أبلغت موسكو رسميا باحتجاجها.
بولندا تلوح بالرد العسكري
في تطور لافت، حذر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي روسيا من مغبة استمرار هذه الخروقات، مؤكدا خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن في نيويورك أن بلاده لن تتردد في إسقاط أي طائرة أو صاروخ يدخل أجواء دول الحلف من دون إذن. وأضاف سيكورسكي أن موسكو لا يحق لها تقديم شكاوى إذا تم إسقاط طائراتها أو سقوط حطامها على أراضي الناتو.
حوادث متصاعدة في دول البلطيق
أعلنت إستونيا أن ثلاث طائرات عسكرية روسية اخترقت مجالها الجوي الجمعة الماضي وبقيت داخله لمدة 12 دقيقة قبل أن تجبر على الانسحاب، وكانت بولندا قد أعلنت مطلع سبتمبر عن اختراق نحو عشرين مسيرة روسية لأجوائها، تمكنت طائرات بولندية وهولندية من طراز إف خمسة وثلاثين من إسقاط ثلاث منها في حادثة غير مسبوقة منذ تأسيس الحلف. كما نددت رومانيا باختراق مماثل لمجالها الجوي بواسطة مسيرة روسية.
مخاوف من إشعال مواجهة مفتوحة
حذرت بريطانيا خلال اجتماع مجلس الأمن من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى إشعال صراع مسلح في أوروبا الشرقية، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بين روسيا ودول الناتو على خلفية الحرب في أوكرانيا وتزايد الأنشطة العسكرية في منطقة البلطيق، ويرى مراقبون أن تكرار هذه الحوادث يرفع من مستوى المخاطر ويقرب المنطقة من مواجهة مباشرة غير محسوبة العواقب.