
اعتراف دولي متزايد بفلسطين

الكاتب : شيماء مصطفى
شهدت الأمم المتحدة في نيويورك إعلانا تاريخيا من ست دول أوروبية ، فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وموناكو ، بانضمامها رسميا إلى قائمة الدول المعترفة بدولة فلسطين، وجاءت هذه الخطوة بعد اعترافات متتابعة من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال، في وقت يشهد فيه قطاع غزة دمارا واسعا عقب حرب استمرت قرابة عامين.
وبحسب إحصاءات حديثة، اعترفت 151 دولة من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، ما يمثل نحو 80 بالمئة من أعضاء المنظمة الدولية.
الاعترافات الأولى وتوسع عالمي
بدأت موجة الاعترافات عام 1988 عندما أعلنت الجزائر اعترافها بدولة فلسطين بعد دقائق من إعلان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام الدولة من المنفى، تلت ذلك اعترافات متلاحقة من عشرات الدول، ثم موجة أخرى في 2010 و2011، كما أدت حرب غزة الأخيرة إلى دفع 13 دولة إضافية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تشمل قائمة الدول المعترفة معظم الدول العربية والإفريقية وأغلبية دول آسيا وأميركا اللاتينية، بما فيها روسيا والهند والصين.
الدول الرافضة والإنقسام الأوروبي
رغم التوسع الكبير في الاعترافات، لا تزال 39 دولة على الأقل ترفض الاعتراف، على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل التي يرفض رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إقامة دولة فلسطينية بشكل قاطع.
وتبرز في آسيا دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، وفي إفريقيا الكاميرون، وفي أميركا اللاتينية بنما، فضلا عن معظم بلدان أوقيانوسيا.
أما أوروبا، فتبقى القارة الأكثر انقساما، إذ امتنعت دول كبرى مثل ألمانيا وإيطاليا والمجر وتشيكيا عن الاعتراف، رغم اعتراف دول مثل السويد 2014 والنرويج وإسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا 2024.
معنى الاعتراف وحدوده القانونية
يرى خبراء القانون الدولي أن الاعتراف بفلسطين يحمل وزنا سياسيا ورمزيا كبيرا، لكنه لا ينشئ الدولة من الناحية القانونية، ولا يمنع غياب الاعتراف من وجودها الفعلي.
ويؤكد المحامي فيليب ساندز أن الاعتراف يضع فلسطين وإسرائيل على قدم المساواة في التعامل الدولي، ويمثل تغييرا في قواعد اللعبة من منظور رمزي وقانوني.
هذا التحول في مواقف الدول يعكس اتجاها عالميا متناميا لدعم الحق الفلسطيني، ويضع مزيدا من الضغوط على الأطراف الرافضة للاعتراف بواقع الدولة الفلسطينية.