أوروبا تواجه صيفاً قاتلاً في 2025 مع آلاف الوفيات بسبب موجات الحر

الكاتب : عمر إبراهيم

شهدت أوروبا صيف 2025 واحداً من أكثر الفصول حرارة في تاريخها الحديث، حيث كشف تقرير صادر عن معهد الصحة العالمية ISGlobal في برشلونة أن نحو 24,400 حالة وفاة سُجلت نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بين شهري يونيو وأغسطس.

وأوضح التقرير أن كبار السن فوق 65 عاماً كانوا الأكثر تأثراً، إذ شكّلوا ما يقارب 85% من إجمالي الضحايا، فيما عانت أنظمة الصحة العامة الأوروبية من ضغوط شديدة بسبب ارتفاع أعداد المصابين بضربات الشمس، الجفاف، وأمراض القلب والجهاز التنفسي المرتبطة بموجات الحر المتكررة.

وبحسب موقع غربة نيوز في إسبانيا، التي وصفتها هيئة الأرصاد بأنها عاشت أشد صيف في تاريخها، تم تسجيل نحو 3656 وفاة مرتبطة بالحرارة، وهو رقم يفوق بكثير معدلات صيف 2024، وأكدت السلطات أن موجات الحر القياسية ودرجات الحرارة التي تجاوزت 44 درجة مئوية كانت العامل الأساسي وراء هذه الزيادة المقلقة.

ولم تقتصر التداعيات على الجانب الصحي، بل امتدت لتشمل الزراعة والاقتصاد، حيث أدى ارتفاع الحرارة إلى تراجع إنتاج بعض المحاصيل، وزيادة استهلاك الكهرباء والمياه بشكل قياسي، ما وضع الحكومات الأوروبية أمام تحديات متزايدة.

وحذّر خبراء المناخ من أن صيف 2025 يمثل جرس إنذار جديد حول مخاطر الاحتباس الحراري وتغير المناخ، داعين إلى تسريع التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتطبيق خطط فعالة للتكيف مع المناخ، خصوصاً لحماية الفئات الأكثر هشاشة مثل كبار السن والأطفال.

وأكدت منظمات دولية أن مواجهة مثل هذه الأزمات تتطلب تعاوناً أوروبياً ودولياً لتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استراتيجيات حماية الصحة العامة، مشيرة إلى أن موجات الحر أصبحت بالفعل أزمة صحية وبيئية متنامية لا يمكن تجاهلها.