طالبان تمنع علاج النساء عند أطباء الأسنان

الكاتب : شيماء مصطفى

أقدمت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان على إصدار قرار جديد يقضي بمنع النساء في ولاية قندهار جنوب البلاد من تلقي العلاج لدى أطباء الأسنان الرجال، وأفادت مصادر محلية أن عناصر تابعة للحركة قاموا بإخراج النساء من عيادات الأسنان بعد أن أصدرت طالبان أوامر مباشرة تمنع معالجة النساء على أيدي أطباء رجال، القرار الذي دخل حيز التنفيذ فورا أثار موجة من القلق في الأوساط الطبية والحقوقية لما يحمله من مخاطر على صحة النساء في الولاية التي تعاني أساسا من ضعف في الخدمات الطبية.

قيود متواصلة منذ استيلاء طالبان على الحكم

يأتي هذا القرار ليضاف إلى سلسلة من القيود التي فرضتها الحركة منذ استيلائها على السلطة في أغسطس 2021 عقب الانسحاب الأمريكي من البلاد. فمنذ ذلك الحين تعمل طالبان على إعادة فرض سياساتها المتشددة التي تقيد حقوق النساء بشكل واسع، وتشمل هذه القيود منع تعليم الفتيات في الجامعات والمدارس الثانوية والدينية وحرمانهن من فرص العمل في المؤسسات الحكومية والجمعيات الإغاثية.

إغلاق الحدائق والصالات الرياضية أمام النساء

لم تقتصر إجراءات طالبان على التعليم والعمل فحسب بل امتدت إلى الحياة الاجتماعية والترفيهية، فقد أغلقت الحركة الحدائق العامة والصالات الرياضية أمام النساء ومنعت الفرق الرياضية النسائية من المشاركة في أي مسابقات دولية، هذه القرارات أدت إلى عزلة متزايدة للمرأة الأفغانية وحالت دون ممارستها لأبسط حقوقها في الترفيه والرياضة.

قيود على حرية التعبير والاتصال

كما أصدرت طالبان في وقت سابق قرارات تحظر القصائد الغزلية والشعر الذي تصفه بـ الجريء معتبرة أنه يتعارض مع رؤيتها الأخلاقية، إلى جانب ذلك قامت بقطع خدمات الإنترنت اللاسلكي والألياف البصرية في بعض الولايات ما أثر سلبا على التعليم الإلكتروني والتواصل الأسري وحرم الكثير من العائلات من وسيلة أساسية للاتصال بالعالم الخارجي.

مستقبل النساء في أفغانستان أمام تحديات متصاعدة

تثير هذه الإجراءات المتلاحقة مخاوف واسعة من مستقبل قاتم للنساء في أفغانستان حيث تتقلص فرص التعليم والعمل والعلاج يوما بعد يوم، ومع غياب أي مؤشرات على تراجع طالبان عن سياساتها المتشددة يزداد القلق من تداعيات إنسانية وصحية واجتماعية قد تطال ملايين النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد.