
الناتو في مواجهة الاستفزازات الروسية

الكاتب : شيماء مصطفى
يتزايد التوتر داخل حلف شمال الأطلسي مع استمرار روسيا في تنفيذ اختراقات جوية بطائرات ومسيّرات فوق أجواء دول الحلف الأمامية، ما يضع الناتو أمام اختبار صعب في كيفية الرد، وسط انقسام داخلي بين مؤيدين للتصعيد وداعين لضبط النفس.
سياسة الغموض الاستراتيجي
اعتمد الناتو نهجا يقوم على إبقاء قواعد الاشتباك غامضة، فلا يعلن بدقة متى أو كيف سيتصدى للطائرات أو المسيّرات الروسية، وتهدف هذه السياسة إلى حرمان موسكو من معرفة حدود الردع واستغلالها، حيث يؤكد الأمين العام مارك روته أن أي قرار بإسقاط هدف يعتمد على معطيات استخبارية حول النية ونوع التسليح والمخاطر على المدنيين والبنية التحتية.
اختراقات واستعدادات ميدانية
شهدت الأسابيع الأخيرة اختراقات متكررة فوق بولندا وإستونيا والدنمارك والنرويج، ما دفع بعض الدول إلى إجراءات متقدمة، بولندا أعلنت استعدادها لإسقاط أي طائرة روسية تدخل أجواءها، بينما منحت ليتوانيا جيشها سلطة مهاجمة المسيّرات في وقت السلم، وتدرس الدنمارك وإستونيا خطوات مماثلة، كما أجرى الجيش الألماني مناورات تحاكي هجمات بطائرات مسيّرة، في حين اقترحت أوكرانيا إرسال جنود للتدريب مع بولندا على الدفاع الجوي.
انقسامات بين دول الحلف
تباينت المواقف بين دول الناتو، فبينما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استخدام القوة المباشرة، طالب وزير الدفاع الألماني بالتحرك بحذر، محذرا من الوقوع في فخ الاستفزاز الروسي، في المقابل تبنت بولندا وليتوانيا مواقف أكثر تشددا، في حين بدت ألمانيا وإيطاليا أكثر تحفظا.
تحديات القدرات الدفاعية
تعاني بعض الدول الأمامية من محدودية في قدرات الدفاع الجوي، ما يجعلها تعتمد على مقاتلات ومنظومات تابعة للحلفاء مثل مقاتلات إف-35 أو نظام الصواريخ الإيطالي SAMP/T، وهو ما يضيف أبعادا معقدة لأي قرار بالتصعيد العسكري.