أوروبا تفعّل آلية الزناد لإعادة العقوبات

الكاتب : شيماء مصطفى

في ظل اقتراب موعد إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن أي اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يبقى ساريا إذا اتُخذت خطوات عدائية ضد بلاده، وفي مقدمتها إعادة تفعيل العقوبات، وأكد أن طهران متمسكة بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معاهدة عدم الانتشار، معتبرا أن الضغوط الأوروبية والأميركية تمثل ابتزازا غير مشروع.

تمسك بالحقوق النووية

أوضح عراقجي أن إيران أظهرت التزامها بالتوصل إلى اتفاق عادل يعالج المخاوف المتبادلة ويرفع ما وصفه بـالعقوبات الظالمة ، وأشار إلى أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروط بعدم اتخاذ إجراءات عقابية جديدة، خصوصا في ظل تفعيل آلية الزناد من قبل الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

تهديدات بإنهاء اتفاقيات قائمة

من جانبه، كشف نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية كاظم غريب آبادي أن طهران ستنهي اتفاقية القاهرة مع الوكالة الدولية كخطوة أولى إذا أعيد فرض العقوبات، ويأتي هذا الموقف بعد أن طالبت الدول الأوروبية إيران بفتح جميع منشآتها النووية أمام المفتشين والانخراط في محادثات مع الولايات المتحدة مقابل منحها فرصة لتفادي العقوبات، وهو ما رفضته طهران.

خلفية أزمة متصاعدة

يعود أصل الأزمة إلى الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي حدّد أطر البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، غير أن واشنطن انسحبت منه عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية، لترد طهران بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها، وفي منتصف 2025، تعطلت المفاوضات بين طهران وواشنطن إثر هجمات إسرائيلية وأميركية استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، ما زاد تعقيد الملف وأعاد شبح العقوبات الأممية التي من المقرر تفعيلها مجددا خلال الساعات المقبلة.