حماس ما بين ثلاثة إ" />
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

عوائق خطة ترامب في غزة

2025-10-01 00:06:02.000
عوائق خطة ترامب في غزة

الكاتب : شيماء مصطفى

مع إمهال الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على خطة السلام التي طرحها حول غزة، تباينت التوقعات بشأن إمكانية نجاح هذه المبادرة أو تعثرها أمام سلسلة من العقبات السياسية والأمنية.


غياب جدول زمني للانسحاب


أبرز العقبات التي أثيرت تمثلت في أن الخطة لم تتضمن جدولا زمنيا واضحا لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، بل نصت فقط على أن تكون غزة منزوعة السلاح، هذا الشرط اعتبره مراقبون بالغ الحساسية بالنسبة لحماس التي لطالما رفضت التخلي عن سلاحها.

ويرى خبراء أن الحركة قد تقبل ببعض البنود إذا كانت أساسا لمفاوضات مفتوحة، لكنها لن تقبل خطة مبهمة تفرض عليها التزامات أحادية، كما أن رفضها العلني قد يضعها أمام المجتمع الدولي بمظهر من يعرقل جهود السلام.


تناقض موقف نتنياهو


العقبة الثانية تمثلت في التباين بين إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للخطة، وتصريحاته التي أكد فيها بقاء الجيش الإسرائيلي داخل معظم أراضي غزة حتى بعد إتمام صفقات الأسرى.

هذا الموقف يتعارض مع ما تطرحه الخطة من انسحاب تدريجي، ويعكس بحسب خبراء ازدواجية في خطاب نتنياهو، حيث يقدم رسائل مختلفة للداخل الإسرائيلي وللمجتمع الدولي، ويشير مراقبون إلى أن نتنياهو يراهن على أن ترفض حماس الاتفاق ليبرر لاحقا انسحاب إسرائيل من الالتزامات.


ضغط اليمين الإسرائيلي المتطرف


العقبة الثالثة تكمن في موقف اليمين الإسرائيلي المتشدد داخل حكومة نتنياهو، إذ يرفض وزراء بارزون مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير أي اتفاق لا يضمن هزيمة كاملة لحماس، هؤلاء اعتبروا الخطة فشلا دبلوماسيا وأكدوا أنهم لن يقبلوا بإنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافهم العسكرية والسياسية.

هذا الرفض يضع نتنياهو في مأزق داخلي، لأن أي قبول من حماس بالخطة قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي، خصوصا أن اليمين المتطرف يعتبر أن أي إشارة إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل تمثل خطا أحمر.


مستقبل غامض للخطة


ورغم أن الخطة الأميركية تضمنت إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة وتشكيل مجلس سلام برئاسة ترامب وعضوية شخصيات دولية بينها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، إلا أن الموقف الإسرائيلي الرسمي ما زال مترددا، كما أن مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة تبدو محل خلاف، بعد أن استبعدها نتنياهو تماما من أي دور.


في ضوء هذه العوائق الثلاثة، يبقى مستقبل خطة ترامب غامضا، وسط تضارب المواقف بين واشنطن وتل أبيب وحماس، وتزايد الشكوك حول إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.