من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

احتجاجات المغرب 2025.. جيل زد-212 يشعل الشارع ويعيد ذاكرة حراك الريف

2025-10-01 10:54:24.000
احتجاجات المغرب 2025.. جيل زد-212 يشعل الشارع ويعيد ذاكرة حراك الريف

الكاتب : سمرمنصور



تشهد مدن المغرب منذ يوم 27 سبتمبر 2025 موجة احتجاجات واسعة قادها شباب يطلقون على أنفسهم اسم "جيل زد-212".

المتظاهرون رفعوا شعارات قوية تطالب بتحسين التعليم والصحة وتوفير فرص العمل، مع تنديد بارتفاع تكاليف المعيشة وتوجيه الدولة مواردها نحو مشاريع رياضية وبنى تحتية كبرى على حساب القطاعات الاجتماعية.
المظاهرات لا تزال مستمرة حتى اليوم 1 أكتوبر 2025، وسط تصاعد التوتر واحتدام المواجهات بين الأمن والمتظاهرين في مدن عدة.

العاصمة الرباط

شهدت العاصمة الرباط تظاهرات حاشدة بالقرب من البرلمان في شارع محمد الخامس، حيث احتشد الآلاف مطالبين بإصلاحات عاجلة في قطاعات الصحة والتعليم.

قوات الأمن تدخلت لتفريق المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، ما أدى إلى اندلاع مناوشات عنيفة واعتقالات بالعشرات.

الدار البيضاء

في مدينة الدار البيضاء الاقتصادية الكبرى، اندلعت مواجهات وُصفت بالأعنف منذ سنوات. تم خلالها إحراق سيارات وتخريب بنوك ومحلات تجارية.

السلطات وصفت ذلك بـ"أعمال شغب"، بينما أكد المتظاهرون أن تحركهم سلمي، وأن العنف جاء نتيجة التدخل الأمني القوي.

وجدة والمدن الشرقية

في وجدة شرقي المغرب، تواصلت المظاهرات الليلية خاصة في الأحياء الشعبية. المحتجون ركزوا مطالبهم على توفير فرص العمل ومحاربة الفقر.

قوات الأمن فرضت طوقًا مشددًا، فيما تحدث ناشطون عن اعتقالات واسعة.

تيزنيت وإنزكان وآيت عميرة (جنوب المغرب)

سجلت مدن تيزنيت وإنزكان وآيت عميرة أعنف المواجهات، حيث شهدت محاولات لاقتحام مؤسسات تجارية وبنوك، ما دفع قوات الأمن للتدخل بشكل مكثف.

حصيلة أولية

وفقًا لوزارة الداخلية المغربية، أسفرت الاحتجاجات عن:

  • 286 مصابًا (263 من قوات الأمن، و23 من المدنيين).
  • 409 معتقلين على خلفية "أعمال عنف وتخريب".
  • الحكومة المغربية شددت على أنها "تتفهم المطالب الاجتماعية"، لكنها أكدت أيضًا أن "التدخل الأمني جرى وفق القانون".

تصريحات المسؤولين والخبراء

  • وزارة الداخلية المغربية أكدت في بيانها أن المظاهرات غير المرخصة تم التعامل معها في إطار القانون، مشددة على أن "الحفاظ على الأمن لا يعني إنكار المطالب الاجتماعية".
  • خبير أمني مغربي أوضح أن تدخل القوات جاء بطريقة متوازنة بعد تحذيرات مسبقة للمتظاهرين، مضيفًا أن معظم المحتجين انسحبوا بعد هذه التحذيرات.
  • الخبير السياسي المغربي أحمد زيد الجلدي علّق قائلًا إن ما يحدث هو "صوت شبابي جديد يعكس قطيعة مع السياسة التقليدية"، معتبرًا أن "جيل زد-212 يستخدم المنصات الرقمية لحشد طاقته والتعبير عن مطالبه بعيدًا عن الأحزاب".

حراك الريف (2016 – 2017)

تُعيد هذه المظاهرات في المغرب عام 2025 إلى الأذهان حراك الريف عام 2016، الذي اندلع بعد وفاة بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة.

وقتها خرجت احتجاجات واسعة للمطالبة بإنهاء التهميش الاقتصادي والاجتماعي وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية في الريف.
لكن التدخل الأمني واعتقال قيادات الحراك، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، تركت ندوبًا في الذاكرة المغربية، وهو ما يجعل المقارنة حاضرة بقوة مع احتجاجات "جيل زد-212" الحالية.

مقارنة مع احتجاجات سابقة

  • احتجاجات "الربيع العربي" عام 2011 ركزت على مطالب سياسية مثل الإصلاح الدستوري.
  • حراك الريف 2016 ركز على التهميش الاجتماعي والاقتصادي في مناطق محددة.
  • أما احتجاجات المغرب 2025، فهي أوسع جغرافيًا، يقودها جيل شاب بعد الألفية، ومطالبها اجتماعية بامتياز.

موقف المعارضة المغربية

  • أحزاب المعارضة اعتبرت أن الحكومة فقدت ثقة الشباب بسبب تجاهل الأزمات الاجتماعية.
  • طالبت المعارضة بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات وفتح قنوات حوار مباشر مع ممثلي الشباب.
  • وشددت على أن الاعتماد على الحل الأمني فقط "لن يوقف الغضب الشعبي"، مؤكدة أن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية باتت ضرورة وطنية عاجلة.

موقف المنظمات الحقوقية الدولية

  • منظمات حقوقية دولية أبدت قلقها البالغ من الاستخدام المفرط للقوة خلال احتجاجات المغرب 2025.
  • دعت هذه المنظمات السلطات المغربية إلى احترام الحق في التظاهر السلمي والإفراج عن المحتجزين على خلفية الأحداث.
  • كما طالبت بفتح تحقيق شفاف حول حالات العنف التي رافقت التدخلات الأمنية، محذرة من أن تجاهل المطالب الاجتماعية قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في الشارع المغربي.

السيناريوهات المحتملة لمستقبل احتجاجات المغرب 2025

مع استمرار المظاهرات منذ 27 سبتمبر 2025 وحتى اليوم 1 أكتوبر 2025، يطرح مراقبون عدة سيناريوهات لمستقبل هذه الأزمة:

  1. تصعيد الاحتجاجات: في حال تجاهلت السلطات مطالب الشباب، قد تتسع رقعة المظاهرات لتشمل مدنًا أكثر، مما يزيد من حدة الصدامات مع قوات الأمن.
  2. الحوار والإصلاحات: إذا بادرت الحكومة إلى فتح حوار مباشر مع ممثلي المحتجين وتقديم حلول ملموسة في مجالات الصحة والتعليم وفرص العمل، قد يتم احتواء الأزمة بشكل سلمي.
  3. التدخل الأمني المكثف: الاعتماد على القوة وحدها قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة، لكنه يهدد بتفاقم الأزمة على المدى الطويل، ويعيد إلى الأذهان سيناريو حراك الريف وما خلفه من توترات اجتماعية.

احتجاجات المغرب 2025 التي اندلعت منذ يوم 27 سبتمبر وحتى اليوم 1 أكتوبر، تكشف عن أزمة اجتماعية عميقة يقودها جيل جديد يرفض سياسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية.

وبينما تؤكد الحكومة المغربية أنها تتعامل في إطار القانون وتتفهم المطالب، ترى المعارضة أن الحل الأمني فشل في إقناع الشارع، فيما تحذر المنظمات الحقوقية الدولية من مخاطر القمع وتطالب باحترام الحق في التظاهر.
وبين هذه المواقف المتباينة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الدولة في فتح حوار حقيقي مع الشباب الغاضب، أم أن المغرب مقبل على مرحلة أكثر توترًا تعيد إلى الأذهان حراك الريف وما رافقه من أزمات اجتماعية وسياسية؟