
اشتداد المعارك في الفاشر وتحذيرات أممية

الكاتب : شيماء مصطفى
تشهد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، منذ فجر الجمعة قصفا عنيفا من قبل قوات الدعم السريع، حيث تركزت الضربات عبر المدفعية الثقيلة من المحور الشرقي مستهدفة أحياء أبو شوك والمطار ودرجة أولى الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، وأكدت مصادر محلية أن الهجمات طالت الأسواق والمنازل ومراكز الإيواء بشكل عشوائي، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين بينهم ثلاثة قتلى يوم أمس وستة قبل يومين.
كما نفذت طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع عدة هجمات على مواقع للجيش، فيما رد الأخير بمسيرات هجومية استهدفت تجمعات ومواقع للمهاجمين. وأعلنت الفرقة السادسة مشاة أنها دمرت مركبات قتالية وقتلت عناصر حاولوا التسلل إلى داخل المدينة.
أوضاع إنسانية متدهورة
يعيش السكان أوضاعا إنسانية مأساوية مع استمرار القصف والحصار، فقد تجاوزت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والأرز 100 دولار للكيلو الواحد، بينما اختفت المستلزمات الطبية تقريبا من المدينة، مما يزيد من معاناة آلاف المدنيين المحاصرين.
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
حذرت الأمم المتحدة من وقوع فظائع وهجمات واسعة النطاق على أساس إثني في الفاشر إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة، وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن احترام القانون الدولي وحماية المدنيين وممتلكاتهم أمر ملح لوقف الجرائم الجارية.
ووفقا لتقارير المفوضية، قُتل 91 مدنيا على الأقل بين 19 و29 سبتمبر نتيجة قصف مدفعي وضربات بطائرات مسيرة وهجمات برية نفذتها قوات الدعم السريع.
500 يوم من الحصار
تخضع الفاشر لحصار قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، باعتبارها آخر عاصمة إقليمية في دارفور ما زالت تحت سيطرة الجيش، وبعد أكثر من 500 يوم من القتال المستمر، حذر تورك من أن المدينة تقف على حافة كارثة أكبر إذا لم يتم فك الطوق العسكري وحماية المدنيين بشكل عاجل.