.jpeg)
مأساة جديدة.. سيول السودان تحصد أرواح العشرات وتدمر القرى
.jpeg)
الكاتب : يوسف إسماعيل
ضربت السيول والفيضانات مناطق واسعة في السودان خلال موسم الأمطار لعام 2025، مخلفةً دمارًا كبيرًا وتشريدًا لآلاف الأسر، الكارثة الطبيعية امتدت من الشرق إلى الشمال والوسط، وفاقمت أزمة إنسانية يعاني منها السكان منذ شهور بسبب النزاعات ونقص الخدمات.
في ولاية الجزيرة، غمرت المياه القرى وأجبرت أكثر من أربعة آلاف شخص على النزوح، بينما انهارت مئات المنازل في محلية أم القرى، أما ولاية نهر النيل فقد سجلت خسائر بشرية بلغت عشرة قتلى وانهيار أكثر من 150 منزلًا بالكامل.
المشهد الأكثر قسوة كان في ولاية البحر الأحمر، حيث أدى انهيار سد أربعات إلى تدفق سيول مفاجئة أودت بحياة ما لا يقل عن ثلاثين شخصًا، ودمرت عشرات القرى والمساكن، تاركة آلاف العائلات في العراء.
وفي العاصمة الخرطوم، تسببت الفيضانات في محاصرة سبع مناطق رئيسية، وسط انهيار متتابع للسدود الترابية التي فشلت في صد اندفاع المياه. على إثر ذلك، أطلقت السلطات السودانية إنذارًا أحمر في خمس ولايات، محذرة من ارتفاع إضافي في منسوب النيل الأزرق والأبيض خلال الأيام المقبلة.
تدهور الوضع الصحي زاد من تعقيد الأزمة، مع تحذيرات من انتشار أمراض منقولة عبر المياه، في وقت تكافح فيه المستشفيات لاستيعاب المصابين، النازحون من مناطق النزاع كانوا الأكثر تضررًا، حيث فقدوا ما تبقى لهم من مأوى وخدمات أساسية.
الجدل السياسي لم يغب عن المشهد، إذ وُجهت اتهامات لإثيوبيا بفتح بوابات سد النهضة خلال موسم الأمطار، ما ضاعف كميات المياه المتدفقة نحو السودان وأسهم في تفاقم الأزمة، وزارة الري السودانية بدورها حذرت من مخاطر متزايدة تهدد استقرار مناطق واسعة على ضفاف النيل.