.jpeg)
3 رسائل في رد حماس على خطة ترامب لوقف حرب غزة

الكاتب : شيماء مصطفى
لاقى رد حركة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة ترحيبا دوليا واسعا، وسط مؤشرات على رغبة متزايدة لدى أطراف عديدة لإنهاء نزيف الدماء وتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
موافقة مشروطة وإشارات سياسية
رد حماس تضمن إعلان موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين القتلى، مع إبداء استعدادها الفوري للانخراط في مفاوضات عبر وسطاء لمناقشة تفاصيل الخطة.
وجاءت هذه الخطوة في وقت كشف فيه مصدر مصري عن استعدادات لبدء مناقشة الترتيبات الميدانية لعملية تبادل الأسرى بين الجانبين، إضافة إلى التحضير لحوار فلسطيني شامل حول مستقبل قطاع غزة، كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف سيزور المنطقة خلال الأيام المقبلة للمشاركة في المفاوضات.
رد ذكي ورسائل متعددة
اللواء أركان حرب وائل ربيع، المتخصص في الشأن الإقليمي والإسرائيلي، قال في تصريحات خاصة لإن رد حماس اتسم بالذكاء السياسي، إذ بدأ بتلبية المطلب الأساسي للرئيس ترامب المتعلق بالإفراج عن الرهائن وتسليم الجثامين، ما اعتُبر إشارة واضحة على قبول مبدئي بالخطة.
وأوضح ربيع أن الحركة وجهت من خلال ردها ثلاث رسائل رئيسية؛
الأولى إلى المجتمع الدولي بأنها ليست ضد السلام، والثانية إلى الشعب الفلسطيني بأنها مع وقف نزيف الدماء، أما الثالثة فكانت موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث وضعت حكومته في موقف حرج أمام الداخل الإسرائيلي في حال رفض الخطة، لأنه سيبدو غير مبال بمصير الأسرى الإسرائيليين.
ملفات شائكة تنتظر الحسم
وأشار ربيع إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مناقشات تفصيلية تتعلق بآلية حكم وإدارة غزة عبر مجلس سلام، إلى جانب ملف سلاح المقاومة، فضلا عن المطالبة بجداول زمنية واضحة للانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
توازن بين الحقوق والمعاناة الإنسانية
من جهته، أكد الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن رد حماس يعكس توازنا استراتيجيا بين وقف المعاناة الإنسانية والحفاظ على الحقوق الفلسطينية الثابتة.
وأوضح أن موافقة الحركة على الإفراج عن الأسرى وتسليم الإدارة لهيئة تكنوقراطية تمثل نقلة نوعية في الخطاب السياسي للحركة، وتفند الادعاءات التي صورتها كعقبة أمام أي تسوية سلمية.
تحذيرات من مناورة إسرائيلية
وحذر مهران من أن تستغل إسرائيل الموافقة الجزئية لتحقيق مكاسب أحادية دون التزامها بالانسحاب الكامل من غزة، مشددا على أهمية وجود ضمانات دولية وآليات رقابية صارمة لضمان تنفيذ الخطة بعدالة.
وأكد أن سجل إسرائيل في المماطلة يتطلب يقظة فلسطينية وعربية ودولية لتفادي تكرار سيناريوهات سابقة.
تسوية عادلة بشروط وطنية
وختم مهران حديثه بالتأكيد على أن موقف حماس يضع معايير صحيحة لتسوية عادلة تستند إلى الشرعية الدولية، وأن القبول بما يخفف المعاناة الفورية مع التمسك بالحقوق الوطنية هو الطريق الأنسب لتحقيق توازن بين متطلبات الواقع الإنساني والثوابت السياسية للشعب الفلسطيني.