قاضٍ فيدرالي يمنع ترامب من نشر الحرس الوطني ببورتلاند

الكاتب : سمرمنصور

الأحد ٥ أكتوبر ٢٠٢٥

أصدر قاضٍ فيدرالي أمريكي اليوم الأحد قرارًا عاجلًا يمنع الرئيس دونالد ترامب من نشر قوات الحرس الوطني في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، وذلك بعد احتجاجات واسعة واشتباكات أمام مقر إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE).
ويأتي القرار في ظل توتر سياسي وأمني متصاعد بين الحكومة الفيدرالية وسلطات المدينة، عقب تهديد ترامب بخفض المساعدات الفيدرالية الموجهة لبورتلاند.

تفاصيل احتجاجات بورتلاند

انطلقت الاحتجاجات في بورتلاند مساء السبت الرابع من أكتوبر ٢٠٢٥، حيث تجمع المئات في حديقة إليزابيث كاراذرز بجنوب المدينة، قبل أن ينطلقوا في مسيرة حاشدة نحو مقر إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بسياسات الترحيل وتشدد على ضرورة حماية المهاجرين، بينما أغلقوا الطرق المؤدية إلى المنشأة الفيدرالية.
وفي المقابل، استخدمت القوات الفيدرالية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين، ما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة وحالات اختناق بين المتظاهرين.

مواجهات واعتقالات

أكدت شرطة بورتلاند في بيان رسمي أنها ألقت القبض على سبعة متظاهرين خلال الاشتباكات، أُفرج عن اثنين منهم لاحقًا، في حين تم توقيف شخصين آخرين لرفضهما الانصياع لتعليمات عناصر الأمن.
وأضافت الشرطة أن وحدات الاستجابة السريعة تدخلت لمنع تطور الأحداث إلى أعمال عنف أو تخريب للممتلكات العامة.

قرار المحكمة الفيدرالية

أصدرت القاضية الفيدرالية كارين إيميرغوت حكمًا مؤقتًا يمنع الإدارة الأمريكية من نشر 200 عنصر من الحرس الوطني في بورتلاند، إلى حين البت في الدعوى المرفوعة من حكومة ولاية أوريغون وبلدية المدينة.
وأكدت القاضية أن الوضع في بورتلاند لا يرقى إلى مستوى الطوارئ أو العصيان المسلح الذي يستدعي تدخلًا عسكريًا، معتبرة أن قرار ترامب يشكل تجاوزًا لصلاحيات السلطة التنفيذية.

ردود الفعل السياسية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن مؤخرًا عن نيته إرسال قوات الحرس الوطني إلى بورتلاند لـ استعادة النظام، متهمًا السلطات المحلية بـالفشل في السيطرة على الفوضى.
من جانبها، رحبت حكومة ولاية أوريغون وبلدية بورتلاند بقرار المحكمة، واعتبرت أنه انتصار للدستور الأمريكي ولحقوق الولايات في إدارة شؤونها الداخلية.
وأكدت السلطات المحلية أن الشرطة قادرة على التعامل مع الموقف دون الحاجة إلى تدخل فيدرالي عسكري.

تحركات اليوم في بورتلاند

اليوم الأحد، أعلن عدد من قدامى المحاربين الأمريكيين عن تنظيم مسيرة سلمية بعنوان الواجب في العصيان أمام مبنى بلدية بورتلاند دعمًا لحق الاحتجاج السلمي ورفضًا لاستخدام القوات الفيدرالية ضد المدنيين.
كما دعت منظمات حقوقية ومدنية إلى التهدئة والحوار الوطني حول سياسات الهجرة وحقوق المتظاهرين.

تحليل الموقف

يرى مراقبون أن قرار القاضية الفيدرالية يمثل سابقة قانونية مهمة في العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والولايات، خصوصًا في ما يتعلق باستخدام القوة الفيدرالية داخل المدن الأمريكية.
ويرجّح محللون أن احتجاجات بورتلاند قد تكون نقطة تحول جديدة في النقاش الأمريكي حول الأمن الداخلي والهجرة وحقوق المواطنين.