
نتنياهو لا مكان للسلطة أو حماس في غزة

الكاتب : شيماء مصطفى
تصاعدت حدة التصريحات والعمليات العسكرية منذ فجر اليوم الاحد، مع استمرار القصف الاسرائيلي على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الغذائية الى داخل القطاع ،وفي تصريحات صحفية اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موقف حكومته الحاسم ازاء مستقبل ادارة غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، قائلا ان السلطة الفلسطينية لن تحكم غزة وان لن يشارك اي ممثل عن حماس او السلطة في ادارة القطاع.
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متزايدا بسبب منع دخول المساعدات الانسانية وازدياد اعداد الضحايا والنازحين داخل القطاع، واثر استعراضه لموقف اسرائيل من الادارة المستقبلية لقطاع غزة شدد نتنياهو على ان اسرائيل ستظل مسؤولة ومشاركة في عملية نزع السلاح من القطاع، مضيفا ان هدف حكومته هو تحويل عزلة السياسة العربية والدولية عن اسرائيل الى عزلة لحماس.
شرط الافراج عن الرهائن واستئناف القتال
واكد نتنياهو ان اسرائيل لن تنتقل الى تنفيذ اي بند من بنود الخطة التي طرحها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاسبوع الماضي قبل الافراج عن كل الرهائن. وحذر قائلا انه اذا لم يفرج عن كل الرهائن قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب فان اسرائيل ستنستأنف القتال بدعم كامل من جميع الدول المعنية ،وتضمنت تصريحاته اشارة واضحة الى ان الاستجابة الدولية لخطة الادارة لن تكون سبيلا للتحرك السياسي ما لم تتحقق اولا شروط امنية محددة في مقدمتها اعادة الرهائن الى اسرائيل.
تحول الخريطة الدبلوماسية والادارية
وشرح نتنياهو ان حكومته عملت على اعادة صياغة المشهد السياسي والدبلوماسي بحيث لا تعود غزة تحت ادارة السلطة او تحت نفوذ حركة حماس، مؤكدا ان الخطة ستتضمن ادوارا لاسرائيل في المرحلة الانتقالية ولا سيما في ما يتعلق بنزع السلاح، ويعكس هذا الموقف قلقا اسرائيليا عميقا من عودة اي قوة مسلحة في القطاع قد تشكل تهديدا لامن الدولة والمجتمع الاسرائيلي.
تأثيرات انسانية وسياسية
مع استمرار منع دخول المساعدات الغذائية وازدياد الضغوط الانسانية داخل غزة، تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الازمة الانسانية وحدوث كارثة انسانية واسعة النطاق ،وفي الوقت نفسه يثير قرار اسرائيل ربط تنفيذ بنود الخطة الافراج عن الرهائن فقط نقاشا حول الوسائل المتاحة لضمان حماية المدنيين وتحقيق اهداف الامان السياسي في آن واحد.
توقعات وخيارات مقبلة
يبقى المسار امام تطورات عدة، فاما الافراج الكامل عن الرهائن وهو الشرط الذي طرحه نتنياهو لتنفيذ البنود الدولية، وما قد يترتب عليه من تغيير في قواعد الاشتباك، واما فشل هذا المسار مما قد يدفع اسرائيل الى استئناف القتال كما اشار نتنياهو، وسيكون العامل الحاسم هو قدرة الاطراف المعنية على بلورة آليات ضمانات انسانية وسياسية واقعية تضمن حماية المدنيين وتفاديا لتصعيد اضافي.