
كحول الموت يضرب البرازيل.. 13 قتيلًا ومئات المصابين بسبب الميثانول

الكاتب : يوسف إسماعيل
تشهد البرازيل حالة طوارئ صحية بعد تفشي موجة تسمم خطيرة ناجمة عن تناول مشروبات كحولية مغشوشة تحتوي على مادة الميثانول السامة، ما أدى إلى وفاة 13 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين في عدة ولايات.
وأوضحت وزارة الصحة أن الإصابات تركزت بشكل أساسي في ولاية ساو باولو، حيث تم التأكد من حالتي وفاة ناتجتين مباشرة عن التسمم، فيما يجري التحقيق في 11 حالة أخرى يُشتبه ارتباطها بتناول نفس النوع من المشروبات.
كما تم تسجيل إصابات في ولايتي بيرنامبوكو وماتو جروسو، وسط تحذيرات من تزايد عدد المصابين خلال الأيام المقبلة.
التحقيقات الأولية كشفت أن المشروبات تم إنتاجها في ورش غير مرخصة واستخدمت فيها مواد صناعية ضارة أبرزها الميثانول، الذي يتحول داخل الجسم إلى مركبات سامة تؤثر على الكبد والجهاز العصبي وقد تسبب فقدان البصر أو الوفاة السريعة.
ولتدارك الأزمة، أعلنت الحكومة البرازيلية عن شراء شحنة طارئة من دواء “فومبيزول”، وهو الترياق المستخدم في علاج حالات التسمم بالميثانول، بالتعاون مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، على أن تصل إلى البلاد خلال الأسبوع المقبل لتوزيعها على المستشفيات الكبرى.
الشرطة البرازيلية نفذت في المقابل حملة موسعة ضد مصانع وموزعين غير شرعيين للمشروبات الكحولية، وأسفرت الحملة عن اعتقال 41 شخصًا يشتبه في تورطهم بتصنيع الكحول المغشوش وترويجه في الأسواق المحلية، بينما تواصل السلطات تتبع مصادر الإنتاج والتوزيع.
وأكد وزير الصحة ألكسندر باديلا أن الوضع يمثل “كارثة طبية حقيقية”، محذرًا المواطنين من شراء أي مشروبات من مصادر غير موثوقة، ومشددًا على أن تناول كميات صغيرة من الميثانول قد يكون مميتًا خلال ساعات قليلة.
ويعد التسمم بالميثانول من أخطر أنواع التسمم الكحولي في العالم، حيث يسبب تلفًا دائمًا في الجهاز العصبي والكبد، ويصعب علاجه في حال تأخر التدخل الطبي، ما يجعل الحادثة الأخيرة من أخطر الأزمات الصحية التي مرت بها البرازيل خلال السنوات الأخيرة.