من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

"عباس شراقي: ارتفاع منسوب النيل في مصر لا يشكل فيضانًا"

2025-10-05 23:28:01.000
"عباس شراقي: ارتفاع منسوب النيل في مصر لا يشكل فيضانًا"

الكاتب : سمرمنصور




القاهرة، 6 أكتوبر 2025 

في تصريحات حصرية، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن ارتفاع منسوب مياه نهر النيل في مصر خلال شهر أكتوبر 2025 لا يُعد فيضانًا.

وأوضح شراقي أن الوضع المائي في مصر مستقر وآمن، وأن السد العالي لم يصل بعد إلى سعته القصوى، مؤكدًا أهمية متابعة مياه النيل القادمة من إثيوبيا وسدود السودان لضمان استقرار الموارد المائية لملايين المواطنين.


أسباب ارتفاع منسوب النيل في مصر خلال أكتوبر 2025

أوضح شراقي أن ارتفاع منسوب النيل الطبيعي يحدث نتيجة وصول حصص مصر المائية من الأمطار الصيفية في إثيوبيا، والتي تستغرق من أسبوعين إلى شهر حتى تصل إلى الأراضي المصرية.

وأكد أن غمر أراضي طرح النهر بالمياه أمر طبيعي ولا يشكل خطرًا على المدن أو القرى، حيث تقع هذه الأراضي ضمن حرم النيل ولا يُسمح بإنشاء منشآت دائمة عليها.


موقف مصر من السد العالي في أكتوبر 2025

  • السد العالي: يستقبل نحو 650 مليون متر مكعب من المياه من سد مروي بالسودان لاستكمال الإيراد السنوي لمصر، البالغ 55.5 مليار متر مكعب وفق اتفاقية 1959.
  • منسوب السد الحالي: حوالي 175–176 مترًا فوق مستوى البحر، والسعة القصوى تبلغ 183 مترًا.
  • مفيض توشكى: مغلق حتى 4 أكتوبر 2025 لضبط تدفق المياه، ما يضمن إدارة آمنة للمنسوب.

تؤكد هذه الأرقام على أن إدارة مياه السد العالي فعّالة في التحكم في ارتفاع منسوب النيل ومنع أي تجاوز لمجرى النهر.


تحليل فيضانات السودان وتأثير سد النهضة الإثيوبي

في تحليله للوضع في السودان، أوضح شراقي أن فيضانات السودان الأخيرة في أكتوبر 2025 كانت نتيجة تشغيل أحادي لسد النهضة الإثيوبي.

وأوضح أن إثيوبيا فتحت أربع بوابات طوارئ من سد النهضة بعد امتلاء بحيرته بالكامل، ما تسبب في تدفق كميات ضخمة من المياه إلى نهر النيل الأزرق وسد الروصيرص السوداني.

وحذر شراقي من أن استمرار هذا التصريف كان سيهدد انهيار سد الروصيرص، وهو سد ترابي أقل قدرة على التحمل مقارنة بالسدود الخرسانية الكبيرة مثل السد العالي في مصر.

وأكد أن خفض تصريف المياه مؤخرًا إلى أقل من 400 مليون متر مكعب يوميًا ساعد على تفادي كارثة مائية وإنسانية كبيرة.


تأثير الأمطار الموسمية على النيل في مصر والسودان

أوضح شراقي أن الأمطار الموسمية في إثيوبيا بين يونيو وسبتمبر 2025 هي السبب الرئيس لارتفاع منسوب النيل الأزرق، المصدر الرئيس للنيل في السودان ومصر.

ومع انتهاء موسم الأمطار تقريبًا في أكتوبر، يتوقع استقرار منسوب النيل في مصر والسودان خلال شهر أكتوبر 2025.


الإجراءات الوقائية لمصر والسودان

  • مصر: متابعة السد العالي ومفيض توشكى لضبط أي زيادة محتملة في مستوى المياه ومنع أي فيضان.
  • السودان: مراقبة مستويات السدود الترابية لتفادي أي انهيار محتمل بسبب الفيضان.
  • التنسيق الإقليمي: ضرورة التعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا لإدارة تدفقات المياه بشكل آمن ومتوازن، مع مراعاة آثار تغير المناخ على مستويات الأمطار المستقبلية.

دعوة عباس شراقي للتعاون الإقليمي بين مصر والسودان وإثيوبيا

شدد شراقي على ضرورة وجود اتفاقيات ملزمة لإدارة سد النهضة الإثيوبي بين الدول الثلاث، لتجنب الكوارث البيئية والإنسانية وضمان استقرار الموارد المائية لملايين السكان في حوض النيل.


تشير تصريحات الدكتور عباس شراقي إلى أن الوضع المائي في مصر خلال أكتوبر 2025 مستقر وآمن، بينما تعكس فيضانات السودان الأخيرة تحديات تشغيل سد النهضة الإثيوبي.

ويظل التنسيق بين دول حوض النيل ضرورة استراتيجية لتأمين المياه والزراعة والبنية التحتية، وحماية ملايين السكان في مصر والسودان من مخاطر الفيضانات.