
لوكورنو يبدأ مشاورات لإنهاء أزمة فرنسا السياسية

الكاتب : شيماء مصطفى
بدأ رئيس الوزراء الفرنسي المستقيل سيباستيان لوكورنو، اليوم الثلاثاء، جولة مشاورات سياسية تمتد على مدى يومين مع ممثلين عن مختلف الأحزاب، في محاولة أخيرة لتجاوز الأزمة السياسية غير المسبوقة التي تعصف بفرنسا.
وكان لوكورنو قد قدّم، صباح الاثنين، استقالته واستقالة حكومته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد ساعات فقط من الإعلان عن تشكيلها مساء الأحد، وسط رفض واسع من الحلفاء والمعارضين على حد سواء، وتُعدّ هذه الحكومة الأقصر عمرا في التاريخ السياسي الحديث لفرنسا.
مهلة محدودة لمحاولة أخيرة
وبحسب بيان الإليزيه، فقد كلّف الرئيس ماكرون لوكورنو بإجراء محادثات المحاولة الأخيرة مع القوى السياسية، محددا مهلة تنتهي مساء الأربعاء، ويُتوقع أن يلتقي لوكورنو اليوم مع عدد من قيادات حزب الجمهوريين المحافظ وحزب النهضة الوسطي، إلى جانب رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون بيفيه.
ثالث رئيس وزراء خلال عام واحد
ويُعدّ لوكورنو ثالث رئيس وزراء لفرنسا خلال عام واحد، في سابقة لم يشهدها نظام الجمهورية الخامسة الذي أُعلن عام 1958 وعُرف طويلا باستقراره السياسي ،وتفاقمت الأزمة بعد أن أسقط البرلمان مشروع الميزانية الذي قدّمه وزير المالية بايرو، والذي كان يهدف إلى توفير 44 مليار يورو لتقليص الدين العام البالغ 114% من الناتج المحلي الإجمالي.
انقسام سياسي حاد
ولا تزال الأحزاب متمسكة بمواقفها، إذ يطالب حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بإجراء انتخابات تشريعية جديدة، متعهدا برفض أي رئيس وزراء لا يقطع مع سياسات السنوات الثماني الماضية.
في المقابل، دعا حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي إلى استقالة الرئيس ماكرون نفسه، وهو مطلب تبدو فرص تحققه شبه معدومة نظرا لاشتراط موافقة ثلثي أعضاء البرلمان ومصادقة المحكمة العليا.
أما الحزب الاشتراكي، فيؤكد أن اليسار الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة هو الأحق بقيادة الحكومة المقبلة.