مصير سلاح حماس بعد نشر قوات دولية في غزة

الكاتب : شيماء مصطفى

لا تزال قضية سلاح حركة حماس تشكل أحد أبرز الملفات العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مساع دولية وإقليمية لإيجاد ترتيبات أمنية تضمن تثبيت الهدوء وإطلاق مسار سياسي جديد. وكشف مسؤول أميركي اليوم الجمعة عن تفاصيل جديدة تتعلق بمصير هذا السلاح والخطة الميدانية المقترحة بعد نشر قوات دولية في القطاع.

تفكيك الأسلحة الثقيلة بعد نشر القوة الدولية

أوضح المسؤول الأميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يأمل أن يساهم اتفاق غزة في استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكد أن تفكيك الأسلحة الثقيلة التابعة لحركة حماس سيتم بعد نشر قوة استقرار دولية في القطاع.

وأشار إلى أن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار ستضم قوات من الولايات المتحدة وعددا من الدول العربية وتركيا، موضحا أن القوة الأميركية ستشارك بقرابة مئتي جندي وضابط في مهام المراقبة دون أن تتمركز داخل غزة.

وأضاف أن ضباطا من مصر وقطر وتركيا والإمارات سينضمون إلى القوة الدولية ضمن مهام التنسيق والإشراف على تنفيذ مراحل الاتفاق.

لقاءات في إسرائيل لبحث آلية المراقبة

ومن المقرر أن يعقد كل من ويتكوف وكوشنر اجتماعات اليوم الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين لبحث آلية المراقبة والخطط الخاصة بقوة الاستقرار الدولية التي ستتولى متابعة تطبيق الاتفاق في غزة.

وتنص الخطة على نقل قوات من دول عربية وإسلامية إلى المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي تدريجيا، وهي عملية من المتوقع أن تستغرق عدة أشهر. وستلي هذه الخطوة مرحلة تفكيك المنشآت العسكرية والأسلحة الثقيلة داخل القطاع، ثم تنفيذ عملية تبادل تشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.

القاهرة تستضيف مؤتمرا فلسطينيا شاملا

في السياق نفسه، تستعد العاصمة المصرية القاهرة لاستضافة حوار وطني فلسطيني شامل خلال الأيام المقبلة، بمشاركة ممثلين عن مختلف الفصائل، لمناقشة مستقبل قطاع غزة بعد توقيع اتفاق وقف النار.

وقال رئيس مركز القدس للدراسات الدكتور أحمد رفيق عوض إن المؤتمر سيناقش تنفيذ خطة ترامب والانسحاب الإسرائيلي، إضافة إلى ملف سلاح حماس الذي ما زال محور جدل بين الأطراف الفلسطينية.

حماس سلاحنا شرعي للدفاع عن شعبنا

من جانبها، أكدت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم في تصريحاته أن ملف السلاح سيُناقش داخل الإطار الوطني الفلسطيني للوصول إلى تفاهمات داخلية.

وقال قاسم إن سلاح الحركة يعتبر سلاحا شرعيا للدفاع عن الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن قيادة الحركة تتحمل مسؤولية وطنية لإيجاد صيغة توافقية تضمن الحفاظ على المقاومة وتنظيم العلاقة الأمنية في القطاع بعد وقف النار.

مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ

ويأتي هذا التطور بعد مفاوضات مكثفة وغير مباشرة جرت في مدينة شرم الشيخ خلال الأيام الماضية بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، وبمشاركة تركية، وأسفرت هذه اللقاءات عن التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من الخطة الأميركية لوقف الحرب في قطاع غزة، وفتح الطريق أمام ترتيبات أمنية جديدة تهدف إلى تثبيت الهدوء وتهيئة الأجواء لمرحلة سياسية مختلفة في المنطقة.