من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

حمض DHA.. سر صحة الدماغ والوقاية من السكر والاكتئاب

2025-10-10 09:24:25.000
 حمض DHA.. سر صحة الدماغ والوقاية من السكر والاكتئاب

الكاتب : عمر إبراهيم

يُعد حمض الدوكوساهيكسانويك DHA من أهم أحماض أوميجا 3 التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة الدماغ والقلب والجهاز العصبي، هذا الحمض الدهني لا ينتجه الجسم بشكل كافٍ، لذلك يجب الحصول عليه من خلال الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 مثل الأسماك الدهنية والمكسرات والزيوت النباتية، وقد أثبتت الدراسات أن DHA يلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من أمراض العصر مثل السكري والاكتئاب وضعف الذاكرة، كما يساعد على تحسين المزاج وتعزيز القدرات الإدراكية.


يتواجد هذا الحمض بنسبة مرتفعة في أنسجة المخ وشبكية العين، مما يفسر تأثيره القوي في تحسين التركيز والرؤية والقدرة على التعلم، كما يساهم في خفض الالتهابات داخل الجسم والحفاظ على مرونة الأوعية الدموية وتقليل تراكم الدهون الضارة، الأمر الذي يجعله عاملًا طبيعيًا للوقاية من الجلطات وأمراض القلب.


وبحسب موقع غربة نيوز يُعتبر حمض DHA ضروريًا في جميع مراحل الحياة، بدءًا من فترة الحمل وحتى الشيخوخة، فخلال الحمل، تحتاج المرأة إلى كميات كافية من هذا الحمض لضمان النمو السليم لدماغ الجنين وجهازه العصبي، كما أن نقصه قد يزيد من خطر الولادة المبكرة أو الاكتئاب بعد الولادة. وينتقل DHA من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، ثم من خلال الرضاعة الطبيعية، وهو ما يجعل تغذية الأم الغنية بالأسماك الدهنية ضرورية في هذه المرحلة الحساسة. الأطفال الذين يحصلون على كميات مناسبة من DHA في عامهم الأول يتمتعون عادة بقدرات عقلية وبصرية أعلى واستجابة مناعية أقوى.


ولا تقتصر أهمية هذا الحمض على الأطفال فقط، بل تمتد لتشمل البالغين وكبار السن، فالحصول على كميات منتظمة من DHA يساهم في خفض الدهون الثلاثية وتحسين استجابة الإنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما يساعد على استقرار الحالة النفسية وتقليل فرص الإصابة بالاكتئاب والخرف.


يمكن تأمين حمض DHA بسهولة من خلال النظام الغذائي دون الحاجة إلى المكملات في أغلب الحالات، إذ تتوافر مصادره الطبيعية في الأسماك مثل السلمون والسردين والتونة والماكريل، وكذلك في المأكولات البحرية كالحبار والروبيان، وصفار البيض، والمكسرات مثل الجوز واللوز، والخضروات الورقية كالسبانخ والبروكلي، كما يُنصح بتناول الأسماك مرتين أسبوعيًا على الأقل للحفاظ على مستوى صحي من الأوميجا 3 في الجسم.


ورغم أن الغذاء هو المصدر الأفضل، إلا أن بعض الفئات مثل الحوامل والمرضعات قد يحتجن إلى مكملات غذائية تحتوي على DHA لتلبية احتياجات الجسم، خاصة عندما يكون تناول الأسماك محدودًا. كما يُفضل للأطفال الذين لا يرضعون طبيعيًا تناول حليب صناعي مدعم بالأوميجا 3 لدعم نمو الدماغ والبصر.


إن الحفاظ على توازن النظام الغذائي وتناول الأطعمة الغنية بـ حمض DHA وأحماض أوميجا 3 يُعد استثمارًا طويل الأمد في صحة الدماغ والقلب، ويساهم في تعزيز الذاكرة والمناعة والمزاج العام، مما يجعل هذا الحمض أحد أهم أسرار الحياة الصحية في جميع مراحل العمر.