• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

فرنسا تحذر من خطورة استئناف مشروع “E1” الاستيطاني الأسهم الأوروبية تتراجع وسط مخاوف النمو خطة ترامب لتسليح أوكرانيا تحظى بدعم أوروبي شتوكر وميلوني يبحثان الهجرة والتعاون الأوروبي في روما لقاء بوتين مرهون بخطوات روسيا والنزاع “حرب بايدن إسرائيل توقف ضرباتها على السويداء بضغط أمريكي إسبانيا تغلق موانئها أمام سلاح إسرائيل إسبانيا تمنع دخول السفن المحمّلة بالأسلحة إلى إسرائيل عبر موانئها 17% جمرك على الطماطم.. ترمب يضغط على المكسيك من جديد! الصين وروسيا ترسمان ملامح عالم جديد أكثر إنصافًا أكبر سفينة صينية للسيارات تعبر قناة السويس في أولى رحلاتها! "القاهرة تجمع مصر وقطر وإسرائيل على طاولة واحدة لفتح منفذ إنساني لغزة" ضربات أوروبية موجعة لشبكات القمع الإيرانية في الخارج! الأردن يفكك شبكة مالية سرية للإخوان.. والقبضة الأمنية تتحرك الأزهر تحت المجهر.. الكتاتيب تزعج إسرائيل أكثر من السلاح

الأحد 25/05/2025 - 13:04 بتوقيت نيويورك

قصة طبيبة فلسطينية تودع تسعة قلوب

قصة طبيبة فلسطينية تودع تسعة قلوب

المصدر / القاهرة: غربة ينوز

في زاوية من زوايا الوجع الفلسطيني الذي لا ينتهي، تقف الطبيبة آلاء النجار، لا كطبيبة هذه المرة، بل كامرأة مكسورة، احتضنت توابيت أطفالها التسعة بيديها المرتجفتين، ودفنت قلبها معهم في تراب قيزان النجار جنوب قطاع غزة، حيث كانت الحياة ذات يوم تنبض من حولهم.

ليلة 23 مايو لم تكن كغيرها. لم تكن ليلة حرب فقط، بل كانت ليلة رحيل. في دقائق معدودة، انهار المنزل فوق الأحلام، تحوّل حضن الأم إلى فراغ، وضحكات الأطفال إلى صمت ثقيل. تسعة أطفال، أسماء حفظتها غزة عن ظهر قلب: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا، ذهبوا دفعة واحدة، في قصف لم يُبقِ شيئًا إلا وجعًا عميقًا في قلب أمّهم وكل من شاهد قصتها.

آلاء، التي اعتادت أن تُضمّد جراح المصابين وتخفف آلام المرضى، وجدت نفسها هذه المرة في موقع لا دواء له. كانت تؤدي واجبها الطبي في المستشفى عندما وصلها الخبر. لم تودّعهم، لم ترَهم نائمين للمرة الأخيرة، لم تحتضنهم قبل أن يغادروا.

انتشرت مشاهد وداعها لهم كالنار في هشيم الوجدان، وشكّلت لحظة فارقة أيقظت العالم على حجم المأساة التي يعيشها أهل غزة، وخصوصًا الطواقم الطبية التي باتت تدفع أرواح أبنائها ثمناً لصمودها.

وزارة الصحة الفلسطينية لم تقف صامتة أمام هذه الفاجعة، بل أصدرت بيانًا نعت فيه الشهداء الأطفال، وأكدت أن ما حدث ليس مجرد استهداف عشوائي، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تطال كل من يصرّ على الحياة في غزة، حتى لو كان طبيبًا يحمل حقيبة إسعاف لا سلاحًا.

قالوا في البيان: "ما حدث للطبيبة آلاء ليس مجرد فاجعة، بل وصمة في جبين الإنسانية"، وأضافوا أن دماء أطفالها لن تكون مجرد أرقام في بيانات الإحصاء، بل شعلة تذكير دائمة بوحشية الاحتلال، وببطولة كل أمٍ فلسطينية تقف شامخة فوق ركام قلبها.

ولم تخرج آلاء لتتكلم كثيرًا. لم تحتج إلى كلمات. صمتها، دموعها، نظراتها، كانت كافية لتخبر العالم عن معنى الفقد حين يكون جماعيًا، حين يُقتلع نسلُك من دفاتر الحياة مرةً واحدة.

هذه القصة ليست فقط عن أم فقدت أبناءها، بل عن امرأة كانت تصنع الحياة، ففقدتها جميعًا بلحظة واحدة. عن غزة، التي تواصل تقديم دروس في الوجع والصبر، عن أمٍ باتت تمشي بين الناس وقلبها موزّع على تسعة قبور صغيرة.

رحم الله الأطفال، وكل الصبر لآلاء. في وجه الغياب، تبقين شاهدة على ألم يفوق الوصف، ورمزًا لبطولة لا تنكسر.

التعليقات