المصدر / القاهرة: غربة ينوز
في قلب مخيم نور شمس، شرق طولكرم، لم يكن هذا الصباح كغيره. استيقظت العائلات على وقع جرافات ضخمة تشق طريقها بين الأزقة الضيقة، تحرسها فرق من الجنود المدججين بالسلاح. لا صوت يعلو فوق صوت الهدم.
تحت أنظار السكان، تهاوت جدران المنازل واحدة تلو الأخرى، خصوصًا في محيط مسجد أبو بكر الصديق، حيث بدت الجرافات وكأنها تنفذ مهمتها وفق خطة مرسومة بعناية. لا مجال للصدفة هنا. فالهدف واضح: 106 مبانٍ سكنية، منها 48 منزلًا داخل حدود المخيم، باتت في قائمة "المستهدف".
لا أحد يعرف من سيكون التالي. سكان المخيم، الذين يرزحون أصلًا تحت وطأة الحصار والملاحقات اليومية، باتوا يعدّون ساعات النهار بقلق، منتظرين مصيرًا قد يهدم جدران حياتهم في لحظة.
وبينما كانت جدران المخيم تنهار، كان العنف يتمدد شمالًا. في بلدة بيرزيت، شمال رام الله، اخترقت رصاصات الاحتلال جسد طفل، فيما تعرض شاب للضرب المبرح خلال اقتحام مفاجئ. العنف لا يفرّق بين صغير وكبير، ولا بين مدينة ومخيم.
ما يجري ليس مجرد عمليات أمنية كما تسميها سلطات الاحتلال، بل هو تحطيم ممنهج لما تبقى من حياة عادية للفلسطينيين في الضفة الغربية. بيوت تُهدم، وأحلام تُسحق، فيما يقف العالم متفرجًا على مشهد يتكرر كل يوم، بحجة "الأمن"، وبأدوات تُشبه الحرب أكثر مما تُشبه القانون.