المصدر / القاهرة: غربة ينوز
في تطور أمني لافت، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن تنفيذ هجومين منفصلين في جنوب سوريا، في أول ظهور رسمي له ضد القوات الحكومية الجديدة منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.
ووفقًا لبيان نُشر عبر منصات مرتبطة بالتنظيم، أكد ما يُسمى بـ"ولاية الشام – حوران" تنفيذ تفجير عبوة ناسفة استهدفت آلية تابعة لما وصفه التنظيم بـ"جيش سوريا الحرة"، في منطقة تلول الصفا بريف السويداء، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
كما أورد التنظيم في بيان آخر، تنفيذ عملية مماثلة ضد قوات تابعة للجيش السوري الجديد في محافظة السويداء، حيث استُهدفت آلية بعبوة ناسفة مزروعة مسبقًا، دون أن يقدم البيان تفاصيل دقيقة عن الخسائر.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التفجير أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة من عناصر الفرقة 70 في الجيش السوري الجديد، إثر انفجار لغم عن بعد أثناء مرور دوريتهم في المنطقة.
وتُعد هذه الهجمات أولى العمليات التي يعلن التنظيم مسؤوليته عنها بشكل رسمي في المناطق الخاضعة للإدارة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، ما يثير مخاوف من عودة نشاطه في الجنوب السوري، بعد فترة من الهدوء النسبي.
في السياق ذاته، كشف مسؤولون أمنيون في ريف دمشق عن تنفيذ عملية أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال عدد من عناصر التنظيم، وضبط كميات من الأسلحة المتنوعة بينها عبوات ناسفة، وسترات ناسفة، وقواعد لإطلاق صواريخ.
وأكد اللواء حسام الطحان، قائد قوات الأمن الداخلي في ريف دمشق، أن العملية الأمنية جاءت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة أفادت بوجود خلايا نشطة تابعة للتنظيم في مناطق بالغوطة الغربية، مشيرًا إلى أن العمل لا يزال مستمرًا لملاحقة المزيد من العناصر المتوارين.
ومنذ هزيمته الميدانية الكبرى في سوريا عام 2019، تراجع نشاط تنظيم داعش بشكل ملحوظ، إلا أنه حافظ على وجوده في بعض مناطق البادية السورية. ويواصل عناصره شن هجمات متفرقة، لا سيما ضد قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي، فيما بدا نشاطه محدودًا في مناطق الحكومة الجديدة إلى أن وقعت الهجمات الأخيرة.
ويرى محللون أن هذا التصعيد قد يشير إلى مساعٍ من التنظيم لإعادة التموضع وشن هجمات نوعية في المرحلة المقبلة، مستفيدًا من التحولات السياسية والأمنية في البلاد.