المصدر / وكالات
1- الإكثار من الاستغفار، والاستعاذة بالله من الشياطين ومن شرورها.
الشيطان هو ألد وأكبر أعداء الإنسان على الإطلاق، فليس هناك للإنسان من عدوٍ ألد وأكبر منه، وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم عن هذا الأمر، حيث قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.. [البقرة: 168]. وقد بدأت عداوة الشيطان للإنسان منذ أن خلق الله آدم عليه السلام وأمر الملائكة أن تسجد له، فسجدوا إلا إبليس الرجيم، فقد أبى وتكبر وعصى ربه، وحينها لعنه الله تعالى وطرده من رحمته وأَخَّرَهُ إلى يوم البعث العظيم، وتعهد الشيطان أن يغوي كل بني آدم وأن يضلهم عن سبيل الله، فكان هذا الشيطان الرجيم السبب في إخراج آدم وحواء من الجنة، وكان السبب في إغواء الكثير من البشر، فمنهم من كفر وأشرك بالله، ومنهم من ابتدع في دين الله، ومنهم وقع في كبائر الذنوب المعاصي، وكل هذا بسبب الشيطان، وإتباع الإنسان لخطواته.
والشيطان يتربص بالإنسان دائمًا، ويحاول أن يغويه وأن يدعوه إلى سبيله بشتى الطرق والوسائل، فهو يدخل على الإنسان من العديد من المداخل التي قد لا تخطر بباله أنها من مداخل الشيطان، وكل ذلك حتى يتمكن من خلال هذه المداخل من إغوائه وإضلاله.
والشيطان لا يترك بابًا من أبواب الخير، ولا سبيلًا للتقرب إلى الله وطاعته، ولا طريقًا مستقيمًا إلا ويحاول دائمًا أن يصد المؤمن عنه، فالمؤمنون الموحدون الأتقياء هم هدف الإغواء الأكبر عند الشيطان، فهو يحاول دائمًا أن يَقْتَنِصَهُم، وأن يضلهم، أما أهل الكفر والشرك والفجور والمعاصي، فإنهم من أتباع الشيطان وأشياعه، فالشيطان مطمئن جدًا لهم؛ لأنهم تحت إمرته وسلطانه.
ومن رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين الموحدين أن يسر له العديد من الوسائل التي يمكن أن يتحرزوا بها من الشيطان، وأهم هذه الوسائل أن يعرف المؤمن المداخل التي يدخل منها الشيطان، ويقوم بإغلاقها في وجهه، وأول هذه المداخل وأهمها بالنسبة إلى الشيطان: الكفر والشرك، فعلى المؤمن أن يغلق هذا الباب في وجه الشيطان، وأن يحصن نفسه بحصن الإيمان والتوحيد، وأن يتمسك بدينه وأن يعض عليه بالنواجذ.
وإذا لم يفلح الشيطان بالدخول على المؤمن من باب الكفر والشرك، فإن سينتقل إلى الباب الذي يليه، ألا وهو باب البدعة، والبدعة هو ما أُحْدِث في الدين، والبدعة أحب إلى إبليس الرجيم من المعاصي والفسوق؛ وذلك لأن البدع فيها تهديم للدين، فيجب على المؤمن أن يغلق هذا الباب أمام الشيطان، ويكون ذلك بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجنب كل البدع والمحدثات. وإذا عجز الشيطان عن الدخول من باب البدعة، فإنه سيحاول الدخول من باب كبائر الذنوب، بحيث أن يحاول أن يوقعه فيها، فإن لم يستطع، فسينتقل إلى صغائر الذنوب، وإذا عجز عن هذا كله، فإنه سيحاول أن يصد المؤمن عن أداء النوافل من العبادات، وهكذا.
فعلى المسلم أن يغلق في وجه الشيطان كل الأبواب السابقة، وأن يكثر من الوسائل الأخرى التي توفر له الحماية والحرز من الشيطان الرجيم،