كشف مصدر عسكري رفيع في العاصمة صنعاء أن جماعة الحوثيين استبقت محاولة انقلاب عسكري أخرى يخطط لها الحرس الجمهوري، وسارعت إلى نقل اللواء 102 من مقره في الجميمة شمال العاصمة صنعاء إلی مكان مجهول.
وأضاف المصدر أن السبب في ذلك يعود إلى معلومات وردت إلى قيادة الجماعة ، مفادها أن اللواء يخطط للانسلاخ عن التمرد والانضمام إلى القوات الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، لا سيما بعد وصول الأمور في البلاد بصورة عامة إلى أفق مسدود.
ويعيش طرفا الانقلاب، جماعة الحوثي، وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حالة من التوجس والريبة، إذ يتشكك كل طرف في الآخر، ويخشى الانقلاب عليه، وهو أحد العوامل الرئيسة التي تسببت في الهزائم العسكرية المتواصلة التي يتكبدها الحوثي و صالح في كافة جبهات القتال.
توجس ومخاوف
كانت كثير من فصائل الحرس الجمهوري رفضت في وقت سابق تنفيذ أوامر من جماعة الحوثيين بالتوجه إلى بعض مناطق العمليات، مشيرة إلى أن الحوثيين ليسوا مؤهلين من الناحية العسكرية لإصدار تعليمات لهم، وأنهم لن ينفذوا أي أوامر صادرة عن قيادتهم.
وقال المحلل السياسي سليم الضالعي، إن طرفا الانقلاب يدركان تماما أنهما لم يجتمعا على أي مبادئ وطنية أو قواسم أخلاقية، وأن ما جمع بينهما هو الرغبة في تدمير البلاد، لذلك يتوجسان من بعضهما بعضا، ويفكر كل منهما في أن يكون هو المبادر بالانقلاب على الآخر، وستظل حالة التوجس والخوف تسيطر عليهما، وهذه الحالة تصيب أطرافا مثل هذا التحالف الشرير.
العودة إلى الشرعية
وأضاف الضالعي لـ"الوطن السعودية"، "الحرس الجمهوري هو قوات مدربة عسكريا على أعلى مستوى، لكنه وقع في فخ الولاء للأشخاص، دون الوطن، وارتضى قادته أن يكونوا أداة في يد من يريد أن يدمر بلادهم، ولولا هذا الموقف غير الأخلاقي لما وصلت اليمن إلى ما وصلت إليه، ولو كان وقف في صف الشرعية لما استطاع الحوثيون السيطرة على البلاد، فهم ليسوا مدربين عسكريا مثله، ولا يتمتعون بالقدرة القتالية ويفتقدون التنظيم. وهذا هو السبب الذي يدفع المتمردين إلى الشعور بالشك دوما من عناصر الحرس".
وتابع "كثير من عناصر الحرس وقيادته انحازوا إلى الشرعية، وانضموا إلى الجيش الوطني، وهناك كثير ممن لا يزالون يوالون التمرد يجرون اتصالات متواصلة مع قيادة المقاومة الشعبية، لتأمين انسلاخهم من الحوثيين، والانضمام إلى الشرعية، وتوفير مخرج آمن لهم.
وكانت قوات الحوثيين سعت في وقت سابق إلى تنصيب أبو علي الحاكم قائدا عاما لقوات الحرس الجمهوري، لضمان ولاء الجنود والضباط للانقلاب، إلا أن هذه المساعي قوبلت برفض تام، وصلت حد التهديد بإعلان العصيان والانضمام إلى المقاومة الشعبية، ما أدى إلى إحباط المخطط.