المصدر / احمد مراد
الجوع في بلاد المراعي
رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم بمساهمة تبلغ 3 ملايين جنيه استرليني (3.7 ملايين دولار تقريباً) من حكومة المملكة المتحدة للاستجابة للاحتياجات الضرورية لأكثر من 164,000 لاجئ من جنوب السودان في السودان.
وسيستخدم البرنامج هذه المنحة لشراء الذرة، وهي من المواد الغذائية الرئيسية في جنوب السودان، وستضاف إلى المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج للاجئي جنوب السودان في ولايات النيل الأبيض وجنوب وغرب كردفان وشرق وشمال وجنوب دارفور الحدودية. ويقوم برنامج الأغذية العالمي بشراء الذرة محلياً لدعم المزارعين والانتاج الزراعي.
وقال كريستوفر بايكروفت، رئيس إدارة التنمية الدولية التابعة للمملكة المتحدة في السودان: "تظل المملكة المتحدة مهتمة بأزمة اللاجئين من جنوب السودان والنساء والأطفال المستضعفين الذين تأثروا بانعدام الأمن الغذائي والنزوح. ونحن ملتزمون بالاستجابة لاحتياجات اللاجئين في السودان ومساعدتهم. لقد ساهمت المملكة المتحدة حتى الآن، بنحو مليون جنيه استرليني استجابة لمحنة اللاجئين. وسنواصل متابعة الأزمة الجارية وتقديم الدعم حسب الحاجة."
تظل المملكة المتحدة من الجهات المانحة الكبرى لبرنامج الأغذية العالمي في السودان منذ سنوات عدة، حيث ساهمت بما بلغ مجموعه 65.7 ملايين جنيه استرليني (حوالي 81 مليون دولار) في السنوات الخمس الماضية، مما مكن برنامج الأغذية العالمي من مساعدة الأشخاص المستضعفين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في كافة أنحاء البلاد.
وبالاضافة إلى ذلك، المملكة المتحدة هي من المساهمين الرئيسين لبرنامج الأغذية العالمي بالسودان في استخدام الحلول المبتكرة والمستدامة بشكل مستمر من أجل القضاء على الجوع. ومنذ عام 2013، ساهمت إدارة التنمية الدولية بما يزيد عن 52 مليون جنيه استرليني لمشروع النقد والقسائم الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي في السودان. وقد توسع هذا المشروع الذي بدأ في عام 2009 في شرقي ووسط السودان ليشمل منطقة دارفور حيث يدعم حالياً أكثر من نصف مليون شخص من النازحين الذين يستبدلون القسائم بما يختارونه من المواد الغذائية في 180 متجراً محلياً.
وبفضل دعم إدارة التنمية الدولية، نجح برنامج الأغذية العالمي في استخدام تقنية القسائم الالكترونية في دارفور حيث يدعم أكثر من 30,000 نازح يقطنون في معسكر عطاش في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقال ماثيو هولينغورث ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري بالسودان: "نحن ممتنون للملكة المتحدة للدعم الذي تقدمه لعملياتنا في السودان، الأمر الذي يمكننا من تكييف استجابتنا حسب احتياجات الأشخاص الذين نساعدهم." وهذه المساهمة بالتحديد ستساعد على ضمان ألا يعاني لاجئو جنوب السودان الذين قدموا إلى السودان من الجوع."
يمثل السودان أحد أكثر عمليات الطوارئ تعقيداً لبرنامج الأغذية العالمي حيث النزاع المتكرر، وعمليات النزوح الجديدة والممتدة، وانعدام الأمن وسوء التغذية الذي يصل إلى مستويات الأزمة وانعدام الأمن الغذائي. في عام 2016، اعتزم برنامج الأغذية العالمي مساعدة 4.6 مليون شخص من المستضعفين في السودان من خلال مجموعة من الأنشطة بما فيها توفير الغذاء في حالات الطوارئ والتحويلات النقدية والدعم التغذوي وأنشطة بناء القدرة على الصمود لدعم المجتمعات لتصبح معتمدة على نفسها.
احمد مراد
كاتب صحفي
مقيم بنيويورك
Amourad978@aol.com