المصدر / وكالات - هيا
ميرفت صادق-رام الله
أقدم عشرات الأسرى الفلسطينيين في أحد أقسام سجن ريمون الصحراوي الإسرائيلي على حرق محتويات زنازينهم بعد شروع الاحتلال في تركيب أجهزة تشويش لمنع أي محاولة اتصال بينهم وبين العالم الخارجي.
وامتدت مساء الاثنين الاحتجاجات التي بدأت قبل أسابيع في سجن النقب الصحراوي إلى سجن ريمون القريب، والذي يقبع به أكثر من ثمانمئة أسير فلسطيني، بعد أن بدأت إدارة سجون الاحتلال تركيب أجهزة تشويش يقول الأسرى إنها تتسبب بالأمراض وإزعاج متواصل يمنعهم من النوم.
وقال نادي الأسير الفلسطيني للجزيرة نت إن حالة من التوتر الشديد تسود السجن بعد إقدام الأسرى على الاحتجاج بحرق غرف قسم رقم 1 والذي يقبع فيه عشرات الأسرى من المحسوبين على حركتيْ حماس والجهاد الإسلامي.
وقد تصاعدت المواجهة -حسب نادي الأسير- بين الأسرى وإدارة السجن عقب قيام الأخيرة بنقل أكثر من تسعين أسيرا من قسم إلى آخر بعد تزويده بأجهزة تشويش، ورفض الأسرى نقل أغراضهم الشخصية إلى القسم الجديد وأعلنوا خطوات احتجاجية.
وتعرض سجن ريمون الشهرين الأخيرين لسلسلة عمليات قمع شنتها وحدات إسرائيلية خاصة ضد أقسام الأسرى، بالإضافة إلى نصب أجهزة تشويش.
وحذرت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين من تدهور الأوضاع بالسجون "نحو كارثة حقيقية بعد نصب أجهزة التشويش".
ولجأ أسرى سجن النقب مساء الاثنين إلى إعلاء التكبيرات والطرْق على الأبواب، وردا على ذلك -تقول هيئة شؤون الأسرى- نشر الاحتلال تعزيزات غير عادية بين أقسامهم.
إزعاج.. أمراض
وقالت هيئة شؤون الأسرى إن الاحتجاج على أجهزة التشويش يأتي "نتيجة تأثيرها على بث محطات التلفاز، وإصدارها أصواتا زنانة مزعجة وإشعاعات تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان".
وكان الأسرى بسجنيْ النقب الصحراوي وريمون، ويصل عددهم إلى نحو ألفي أسير، قد أعلنوا الأسابيع الأخيرة العصيان وكذلك "حل التنظيمات" بمعنى قطع العلاقة بينهم وبين إدارة السجون التي تتم عادة عن طريق ممثل عنهم.
ويعتبر حرق الغرف أو الخيام أخطر الخطوات التصعيدية التي يتخذها الأسرى في عُرف تحركاتهم الاحتجاجية ضد إجراءات مصلحة السجون والتي تسبق لحظة المواجهة المباشرة مع وحدات القمع.
وأعلنت مصلحة سجون الاحتلال في بيان رسمي أن أسرى من حركة حماس أشعلوا النار في زنازينهم قرابة السادسة مساء، مما استدعى طواقم الإطفاء لإخمادها. وأدى الحادث إلى إصابة أحدهم بجروح وصفت بالطفيفة.
وهددت مصلحة السجون الإسرائيلية بمعاقبة الأسرى الذي أشعلوا النار وتحويلهم إلى المحاكمة، وقالت إن عددهم يقارب التسعين أسيرا.
وبدأت سجون الاحتلال بتركيب أجهزة تشويش في أقسام الأسرى بسجني النقب وريمون بعد توصيات لجنة إسرائيلية خاصة الصيف الماضي لمنع التواصل بينهم وبين عائلاتهم أو فصائلهم خارج السجون عن طريق هواتف مهرّبة.
ويضم سجن ريمون قيادات من الأسرى منهم عباس السيد عضو القيادة العليا لأسرى حركة حماس، إلى جانب عشرات الأسرى من أبناء قطاع غزة.
وقال الناشط بشؤون الأسرى فؤاد الخفش إن التضييق على الأسرى في ظروفهم الحياتية اليومية ورفع وتيرة قمعهم وسيلة متبعة ومعروفة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، وتستخدمه الأحزاب الحاكمة دعاية لها.
ودعت قوى وفصائل فلسطينية لوقفات احتجاج الثلاثاء بالتزامن مع الاعتصامات الأسبوعية لأهالي الأسرى أمام مقار الصليب الأحمر في رام الله وميادين مدن الضفة ضد حملات القمع وتركيب أجهزة التشويش بأقسام الأسرى.