المصدر / وكالات - هيا

أحمد فضل-الخرطوم

يطمح السودانيون أن يلهم عبور الجزائريين بحراكهم الشعبي حقبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مواكبهم الاحتجاجية وحراكهم الذي سبق نظيره الجزائري بحوالي شهرين.

وفي سياق المقارنة بين المشهدين، يقول القيادي في "حركة الإصلاح الآن" السودانية أسامة توفيق إن السودانيين تفاعلوا مع انتصار الثورة الجزائرية لأنهم يكتوون بذات الآلام، فهناك نظام قابض على السلطة لأكثر من عشرين سنة، وفي السودان الشيء نفسه حيث يقبض الرئيس على السلطة منذ ثلاثين سنة.

ويتابع حديثه للجزيرة نت "الآن بعد أن أعلن بوتفليقة تنحيه جراء احتجاجات عارمة لنحو خمسين يوما، يأمل دعاة مواكب التنحي بالسودان، وعلى وقع الربيع الجزائري، أن ينجح حراكهم المتصل منذ أكثر من مئة يوم في الإطاحة بالبشير".

ويرى توفيق أن الجيش الجزائري "كان حاسما وهو ينحاز إلى الشارع، وهو ذات الاختبار الذي سيكون أمام الجيش السوداني السبت القادم وتجمع المهنيين السودانيين يدعو إلى حشد كبير أمام قيادة الجيش في ذكرى انتفاضة 6 أبريل/نيسان 1985 التي أطاحت بالرئيس الراحل جعفر نميري".

ويخلص إلى القول "السودانيون يتمنون نفس ما حدث بالجزائر. بوتفليقة أثبت أنه رجل عاقل واستقال خوفا على بلاده. نتمنى أن يفعل البشير ذات الشيء".

فوارق

أما الرشيد سعيد المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بتجمع المهنيين فيشير إلى الفروقات بين حراك الشارع في الجزائر وفي بلاده قائلا "احتجاجات الجزائر كانت وما زالت بلا قيادة بينما احتجاجات السودان كانت بقيادة واضحة متمثلة في تجمع المهنيين ولاحقا تحالفه ضمن إعلان قوى الحرية والتغيير لإزاحة الرئيس ونظامه".

ويتوقف عند التعاطي الأمني في البلدين مع الاحتجاجات، مشيرا إلى أن "احتجاجات الجزائر لم تشهد قمعا مفرطا على عكس ما تعرضت له احتجاجات السودان التي راح ضحيتها العشرات باعتراف الحكومة نفسها ".

ويمضي سعيد في رصده المقارن مستشهدا بموقف الجيش في البلدين فيقول "الجيش الجزائري اختار الحياد بداية ثم انحاز للشارع بينما ظل الجيش السوداني على دعمه للبشير، بل إن الأخير ورطه باختيار ضباط حكاما للولايات".

كما يشير الناشط إلى أوجه تشابه أخرى في المشهدين السوداني والجزائري مثل الفساد ودور المخابرات "رغم أن شوارع الجزائر لم تشهد ظهور مليشيات مثلما حدث بالسودان".

ويقر سعيد بأن "أوضاعنا في السودان أكثر تعقيدا، وقمع الحكومة يحول دون تنظيم مواكب مركزية على غرار ما حدث بالجزائر". لكنه يؤكد "إمكانية الانتصار وبمثل ما استفاد الجزائريون معنويا من احتجاجات السودان يمكن أن يشكل انتصارهم دعما معنويا لنجاح ثورة السودانيين".

إصرار

واحتفى دعاة الاحتجاجات في السودان بتنحي بوتفليقة تحت ضغط الاحتجاجات وقالت "قوى إعلان الحرية والتغيير" التي تتبنى مواكب تنحي الرئيس البشير في بيان مشترك الأربعاء "نحتفل اليوم مع شعب الجزائر وسنهديه فرحة شعب السودان قريباً" مشيرا إلى "حزم الأمر" بعد غد السبت لدى التوجه إلى مقر القيادة العامة للجيش السوداني "لوضعها أمام خيار الشعب أو الفرد".

وفي تغريدة له على تويتر قال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير إن سلطات الاستعمار الفرنسي كانت تنفذ أحكام الإعدام على المناضلين الجزائريين في الصباح الباكر.. أحد المناضلين خاطب فرقة الإعدام قبل التنفيذ بقوله "يجب أن تعرفوا أنني أرتجف من البرد لا من الخوف".

ومنطلقا من تلك الواقعة التاريخية يرى الدقير أنه "بهذه الروح انتصرت الجزائر على الاستعمار، وتنتصر الآن على بؤس رهان القصر أو القبر".

وفي إطار التأثير التاريخي المتبادل بين الجزائر والسودان، يستشهد توفيق بأغاني المطرب السوداني عبد الكريم الكابلي التي خلدت نضال الجزائر، يقول في كلمات إحداها:

يا نجوماً سمقت مثل المنائر.. يا جزائر

ها هنا ينطلق القوس الموشى.. من كل دار وكل ممشى.