المصدر / وكالات - هيا
استقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أمس من منصبه بناء على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنه طلب ذلك بسبب كثرة الخلافات معه، وقد أثارت الإقالة ردود فعل داخلية وخارجية، من أبرزها تصريح للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية.
وقال الرئيس ترامب في تغريدة له على تويتر "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أنه لم تعد ثمة حاجة لخدماته في البيت الأبيض. اختلفت بشدة مع الكثير من اقتراحاته مثل آخرين في الإدارة".
وبادر جون بولتون (70 سنة) -وهو ثالث مستشار أمن قومي يقيله ترامب- إلى الرد على الرئيس بالطريقة ذاتها التي أعلن بها ترامب خبر إقالته، حيث كتب تغريدة على تويتر قال فيها "عرضت تقديم استقالتي ليلة أمس والرئيس ترامب قال لي لنناقش المسألة غدا".
وقال هودغان غدلي نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب هو الذي طلب من بولتون تقديم استقالته، وأضاف في تصريح صحفي أن تشارلي كابرمن سيتولى منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي إلى حين اختيار خلف لبولتون.
بومبيو ومينوشين
ورغم الاختلاف الذي طفا على السطح بين ترامب وبولتون في الشهور الأخيرة، فقد بدت إقالته مفاجئة، خصوصا أنه كان من المقرر -وفقا لإخطار من البيت الأبيض- أن يشارك في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن مينوشين، ولكن المؤتمر الصحفي عقد لاحقا بغيابه.
وعندما سئل بومبيو خلال المؤتمر الصحفي عن إقالة بولتون، قال إن الرئيس ترامب طلب منه تقديم استقالته وفعل ذلك صباح اليوم، وإن من حق الرئيس أن يوظف من يشاء ويبقي من يشاء في إدارته.
وأضاف أنه يجب ألا يتوهم أي قائد في العالم أن غياب أي مسؤول مهما كان في الإدارة، سيغير من سياسة إدارة ترامب حول مختلف الملفات.
وأما وزير الخزانة فقال -ردا على سؤال عن إمكانية تغير سياسة إدارة ترامب تجاه إيران بعد إقالة بولتون- إن سياسة ممارسة أقصى قدر من الضغوط على إيران ما زالت هي خيار إدارة ترامب.
وضغط بولتون على الرئيس ترامب كي لا يتخلى عن الضغط على كوريا الشمالية رغم الجهود الدبلوماسية. كما عارض بولتون، المهندس الرئيسي لموقف ترامب الصارم من إيران، اقتراحات الرئيس بعقد اجتماع محتمل مع القيادة الإيرانية، ودعا إلى اتباع نهج أكثر صرامة بشأن روسيا وأفغانستان.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع قوله إن إعلان استقالة بولتون جاء بعد محادثة شابها التوتر يوم الاثنين أبرزت الخلافات بينه وبين ترامب بشأن أفغانستان.
وعارض بولتون خطة وزارة الخارجية الأميركية للتوقيع على اتفاق سلام مع حركة طالبان، معبرا عن اعتقاده أن قادة الجماعة لا يمكن الوثوق بهم.
ردود فعل
وقد أثارت إقالة بولتون ردود فعل داخل وخارج أميركا، إذ سارعت إيران إلى اعتبار الإقالة دليلا على فشل حملة العقوبات الأميركية ضدها، إذ قال حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة إن "دفع بولتون إلى الهامش ومن ثم شطبه ليس حدثا فقط، بل هو دليل قاطع على فشل إستراتيجية فرض الضغوط القصوى من قبل أميركا".
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن الولايات المتحدة ستواجه عقبات أقل من أجل فهم حقيقة إيران مع إقالة بولتون من منصب مستشار الأمن القومي، وأضاف ربيعي في تغريدة على حسابه في تويتر أن "بولتون وعد قبل أشهر بأن إيران لن تبقى بعد ثلاثة أشهر (..) نحن ما زلنا واقفين ولكنه ذهب".
وداخل أميركا، قوبلت مغادرة بولتون للبيت الأبيض بالترحيب من البعض، كالسناتور الجمهوري راند بول الذي اعتبر أن فرص شن الحروب عالميا قد انخفضت الآن، في حين رأى البعض الآخر كالسناتور الجمهوري ميت رومني في مغادرة بولتون خسارة للولايات المتحدة.
واعتبر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ شوك شومر أن قرار ترامب ليس سوى "المثال الأخير لطريقة حكمه من خلال الفوضى".