المصدر / وكالات - هيا
سخرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله، من موجة "التحرر" التي انتشرت في السعودية، بدعم رسمي.
"الأخبار"، وعلى صفحتها الرئيسية، عنونت تقريرها بـ"السعودية (الجديدة): وهابية (لايت)!"، وتحدثت على التغييرات التي طرأت على المناهج الدراسية، واختلاط الطلبة من الجنسين في الصفوف الدراسية، وغيرها.
وأوضحت أن التغييرات التي أحدثتها الحكومة بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، تركزت على ثلاثة جوانب رئيسية، هي "تهميش دور الوهابية في نشوء الدولة السعودية، إبراز العمق الحضاري للمملكة وإعلاء النزعة القومية لدى أبنائها، وشيطنة الدولة العثمانية التي كانت توصف في ما مضى بالخلافة الإسلامية".
وتابعت بأن المملكة بحلتها الجديدة تسعى إلى "ترجمة كتب الفلسفة المنحرفة، وتشجيع دراستها والتعمّق فيها".
وحول الجدل الذي يرافق مثل هذه القرارات، قالت "الأخبار"، إن "هذا الاحتدام تراهن السلطات ــــ على ما يبدو ــــ على اضمحلاله تدريجياً، فالخطة واضحة، والمسيرة مباركة، وسنصل إلى تحقيق الأهداف بكل ما أوتينا من قوة، على حدّ تعبير أمير منطقة الرياض، فيصل بن بندر".
وقالت الصحيفة اللبنانية، إن "ولي العهد الشاب يخالف أسلافه في إدارة الشؤون الداخلية للمملكة (ومنها التعليم) بالتذبذب والمناورة والتسويات، سالكاً سبيل فرض التغيير من فوق، بالبطش بكلّ من يخالفه، سواء كان من داخل المؤسسة الدينية، أو من دائرة النضال في سبيل الحريات والحقوق".
وتابعت: "هدفه من ذلك ذو وجهان: الأول تلبية المعايير الأميركية لعملية التطوير الجارية على قدم وساق، والتي باركها وزير الخارجية الأميركي السابق، ريكس تيلرسون، أواخر عام 2017، عندما أبدى رضاه عن بدء السعودية بمواجهة الدعاية المتطرفة من خلال إدراج مواد جديدة وسحب أخرى من المناهج، في وقت أعلنت فيه وزارة التعليم السعودية نيّتها التعاون مع الرابطة الأميركية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار (نايك) من أجل إنضاج بعض من التعديلات التي أبصرت النور عام 2019".
أما الهدف الثاني بحسب "الأخبار"، فهو تطويع المجتمع بين يديه، وخلق التفاف تامّ حول شخصيته، باللعب على عواطف الشباب المكبوت، والمتطلّع إلى الانعتاق، بما يسمح تالياً بإنجاح مشروعه لحكم المملكة 50 عاماً أو أكثر".
واستدركت الصحيفة، بأن "ابن سلمان، في مخطّطه هذا، لا يزال يغضّ الطرف عن حقيقتين خطيرتين: أولاهما، أثر الخضّات الاجتماعية التي يحدثها التحول المفاجئ والعنيف من التشدد الديني إلى التطرف القومي، وخصوصاً لدى شريحة من الجيل الشاب نشأت وتربّت على أيدي علماء الصحوة والوهابية، وثانيتهما غياب الاستقرار (إلى الآن) عن حكم ولي العهد، الذي لا تزال تتهدّده احتمالات التمرد والانقلاب، على رغم كل ما يوحي به المشهد المرتسم راهناً من تمكّن وسطوة لـ(السلمانيين)".