المصدر / وكالات - هيا
قالت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إن السلطات التركية تقوم بترحيل لاجئين سوريين قسرا إلى شمال سوريا، وهو ما نفته وزارة الخارجية التركية التي تقول إنها تنسق عملية العودة الطوعية مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات غير الحكومية.
وذكرت منظمة العفو في تقريرها -الذي نشر أمس الجمعة- أن السلطات التركية ترسل قسرا لاجئين سوريين إلى منطقة سورية قرب الحدود، حيث تهدف إلى إقامة "منطقة آمنة" رغم أن الصراع هناك لم ينتهِ بعد.
وقال التقرير إن اللاجئين الذين تحدثت إليهم اشتكوا من تهديدهم أو إجبارهم من قبل الشرطة التركية على التوقيع على وثائق تفيد بأنهم سيعودون بمحض إرادتهم إلى سوريا.
وأضافت المنظمة أنها تقدر عدد حالات الإعادة القسرية في الأشهر القليلة الماضية بالمئات وذلك استنادا إلى مقابلات أجرتها بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول الجاري، لكن بإمكانها تأكيد 20 حالة فقط.
وأشارت إلى أن المرحلين يتم إبلاغهم عموما أنهم إما غير مسجلين أو يعيشون خارج المنطقة المسجلين فيها، وأضافت أن أشخاصا رحّلوا أيضا من مناطق تم تسجيلهم فيها.
وقالت الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية آنا شيا إن تركيا تستحق التقدير لاستضافة هذا العدد الكبير من السوريين على مدى سنوات عديدة، لكنها أضافت أنه "لا يجوز أن تستخدم هذا الكرم ذريعة لخرق القانون الدولي والمحلي بترحيل الناس إلى منطقة نزاع نشط".
اعلان
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير منفصل أمس الجمعة إن السلطات اعتقلت ورحلت عشرات السوريين عشوائيا إلى شمال سوريا بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول من العام الجاري.
من جهتها، رفضت وزارة الخارجية التركية ما ورد في تقرير منظمة العفو، وأكدت أنها تعمل على تسهيل العودة الطوعية والآمنة.
وقال المتحدث باسم الوزارة حامي أقصوي في بيان إن "تركيا تلتزم أثناء استضافتها المهجرين بمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب الالتزامات الدولية"، مؤكدا عدم وجود أي تغيير في هذا النهج الذي تتبعه بلاده.
وأكد المتحدث عودة نحو 365 ألف سوري طواعية من تركيا إلى مناطق حدودية شمالي سوريا حررتها تركيا من الإرهابيين، حسب تعبيره، لكنه قال إن "الادعاءات الواردة في التقرير بشأن إعادة سوريين قسرا وتعرضهم للتهديد وسوء المعاملة كاذبة ووهمية".
وأضاف أقصوي أنه يؤمن بإمكانية عودة السوريين إلى بلادهم في حال تهيأت الظروف الأمنية والبنية التحتية اللازمة في سوريا.
وأشار إلى أن أحد أهداف عملية نبع السلام -التي أطلقها الجيش التركي مع المعارضة السورية المسلحة في التاسع من الشهر الجاري- إنشاء منطقة آمنة "توفر الظروف التي تسهل عودة مئات الآلاف من السوريين الفارين من الاضطهاد والظلم الذي مارسه تنظيمات "بي كا كا" و"ب ي د" و"ي ب ك" (حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري ووحدات الحماية الكردية) الإرهابية بحقهم بشكل آمن وطوعي".
وتستضيف تركيا حاليا نحو 3.6 ملايين لاجئ فروا من الحرب الدائرة في سوريا على مدى ثماني سنوات، وتتطلع السلطات التركية إلى إعادة توطين ما يصل إلى مليوني شخص في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرق سوريا.