المصدر / وكالات - هيا
أحمد فضل-الخرطوم
قال مراقبون إن منظمي "مليونية الزحف الأخضر" يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الحالي هدفهم أن يتفرق دمها بين قبائل التيارات الإسلامية، بما فيها حزب المؤتمر الوطني المنحل، معتبرين أنها ستكون بمثابة بالون اختبار في عدة اتجاهات.
وانتهج دعاة المليونية -التي حدد مكانها وسط الخرطوم وزمانها السبت- أساليب الثورة ذاتها التي أطاحت بالمعزول عمر البشير، بكتابة الشعارات على الجدران.
لكن ما عده الثوار -الذين يستعدون للاحتفال بالذكرى الأولى لثورة ديسمبر/كانون الأول- استفزازا، هو تشويه جداريات شهدائهم بشعارات مليونية الزحف الأخضر.
وحتى الآن، تبرأت جماعة أنصار السنة المحمدية وحزب المؤتمر الشعبي من المشاركة بمليونية السبت، وإن كان القيادي بالمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي قد حث -قبيل اقتياده للتحري معه حول انقلاب البشير- أعضاء حزبه بالمشاركة في أي احتجاجات ضد الحكومة.
من جهته، نفى رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم -في تغريدة على تويتر- تأييده للمليونية برغم تحفظاته على طريقة إدارة قوى الحرية والتغيير للشأن العام.
"يتيمة"
وللإجابة عن سؤال ما إذا كان المؤتمر الوطني (حزب المعزول) يقف خلف المليونية، يقول رئيس القطاع السياسي بالحزب المنحل محمد مصطفى الضو إن المليونية أكبر من حزب يتبناها لأنها تعبير شعبي لكل السودانيين.
وتوقع الضو -في حديث مع الجزيرة نت- أن تعلن مجموعات عن جسم تنسيقي وفاعل لقيادة المسيرة، مؤكدا أنه سيشارك بنفسه في المليونية.
ورفض القيادي بالحزب المنحل إعطاء أي معلومات عن المسارات التي ستسلكها مليونية الزحف الأخضر ومحتوى وعنوان المذكرة التي سيحملها قادة الحراك، بيد أنه يقول إنها تنتقد "انحراف" الحكومة الانتقالية.
وحذر من مغبة تصدي السلطات الأمنية للمليونية لجهة أنها تعبير سلمي تكفله الوثيقة الدستورية وكل المواثيق الدولية.
ونفى الضو علاقة المليونية بجلسة النطق بالحكم في محكمة المعزول والتي تتزامن مع موعد الحراك.
بلا تصديق
من جهته، اعترف محمد الحسن الأمين القيادي بحزب المؤتمر الوطني ورئيس هيئة الدفاع عن البشير أن حزبه شريك في مليونية 14 ديسمبر/كانون الأول، بل ويدعو الناس للمشاركة ويشدد على أن قواعد حزبه ما زالت موجودة ومتماسكة وستنزل الشارع السبت.
وبشأن ما إذا كان منظمو الحراك الاحتجاجي على سياسات قوى الحرية والتغيير سيطلبون إذنا من السلطات، قال الأمين للجزيرة نت "لن نطلب تصديقا والمليونية سلمية وعلى الشرطة حمايتها".
من جانبه، يؤكد القيادي بقوى الحرية والتغيير نور الدين صلاح إن حرية التظاهر ستكون مكفولة، لكنه نبه إلى إعمال القوانين التي سنها حزب المؤتمر الوطني نفسه.
ورفض صلاح دعاوى الإقصاء، موضحا أن كل القوى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بما فيها التيارات الإسلامية متاح لها النشاط السياسي، عدا حزب المؤتمر الوطني لأنه حزب منحل بالقانون.
آراء متباينة
وعلى مستوى منصات التواصل الاجتماعي، برزت خلافات بين أنصار النظام السابق حيال المليونية بين مؤيد ومعارض.
وعاب الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد على أنصار المؤتمر الوطني التخفي خلف مسيرة بلا عنوان وموضوع.
ودون على فيسبوك "قوى الحرية والتغيير لن تسقط بمسيرة واحدة ولن تسقط فقط بالهتاف وبوسترات واتساب، إسقاطها يحتاج عملا تنظيميا أكثر تعقيدا وصعوبة من استسهال دغدغة مشاعر قواعد التيار الإسلامي للتظاهر بلا هدف واضح".
في المقابل، أبدى عمار السجاد المحسوب على التيار الإسلامي أيضا تأييدا مطلقا للمليونية. وعبر حسابه على فيسبوك، كشف عن المسارات التي ستسلكها المليونية بالخرطوم.
بدروه سخر الكاتب الروائي حمور زيادة مما اعتبره محاكاة من الإسلاميين للأساليب والوسائل التي انتهجتها قوى الحرية والتغيير في منازلتها لسلطة البشير بالشوارع.
ودون زيادة على حسابه بفيسبوك "الكيزان متعاملين مع (تسقط بس) كأنها تعويذة ما شعار وهدف شعب. رافعين (تسقط بس) في وجه الانتقالية، على أساس طالما سقطتنا أكيد ستسقط الحرية والتغيير".
حملة مضادة
ونشطت لجان المقاومة التابعة لتحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم في تنظيم مواكب صغيرة تجوب الأماكن العامة للتوعية ضد مليونية السبت.
ويقول عضو تنسيقية المقاومة بالمركز والولايات عبد الله عوض للجزيرة نت إن دعاة مليونية الزحف الأخضر من حقهم التظاهر، وفي مقابل ذلك تقود اللجان حملة توعية لعدم الانسياق وراء الشعارات الخادعة.
وعاب عوض تشويه جداريات الشهداء بشعارات مليونية 14 ديسمبر، مشيرا إلى أن لجان المقاومة عالجت التشويهات وانتدبت مجموعات لحراسة هذه الجداريات باعتبارها توثيقا للثورة.
اعلان
واضطر محمد الكندري والد "الشهيد أحمد كهربا" -الذي سقط في فض الاعتصام أمام قيادة الجيش- لإصدار بيان انتقد فيه دعاة منظمي مليونية الزحف الأخضر لاستغلالهم صورة الشهيد في الترويج للمليونية.
ونصح الداعية محمد هاشم الحكيم عضو المجلس الأعلى للعلماء الأفارقة الإسلاميين بالابتعاد عن الشعارات الدينية والتكفيرية، وأن تدعو المليونيات حال قيامها لتأسيس دولة الحرية والسلام.
وتابع في بيان "لقد فشل إسلاميو السودان السياسيون في تحقيق الديمقراطية فكتب عليهم الإقصاء اليوم. ولقد نجح إخوانهم في تونس وتركيا في احترامها، فنالوا الاحترام وعادوا أغلبية للبرلمان من جديد".
المصدر : الجزيرة