المصدر / وكالات
فتحت التصريحات التي أدلى بها الموقوف بتهم الإرهاب وإعداد السيارات المفخخة والانتحاريين نعيم عباس، المخاوف على مصراعيها في هذه المرحلة التي تشهد انقساماً حاداً بين القوى السياسية.
وتخوف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، من أن تشكل اعترافات نعيم محمود الملقب بـ"نعيم عباس" مقدمة لتفجيرات أمنية، ظاهرها تنظيم القاعدة وباطنها المخابرات السورية، مشيراً ببعض الاستهزاء "إلا إذا كان الشك ممنوعا في جمهورية الوضوح والشفافية والقضاء المنزه والأجهزة المستقلة". ويأتي موقف جنبلاط بعدما كشف عباس عن طلب المخابرات السورية منه "اغتيال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي مقابل أن يحصلوا على ما يريدون في لبنان".
وشكلت اعترافات عباس أمام المحكمة العسكرية في أول جلسة من محاكمته صدمة لجهة المعلومات التي أفاد بها، خاصة تلميحاته باتهام المخابرات السورية باغتيال العميد "فرانسوا الحاج" بعد معارك نهر البارد. وقال عباس إن النقمة السورية على الجنرال "الحاج" جاءت بسبب الانتصار الذي حققه على عناصر "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد في طرابلس، خصوصاً أنه طالب بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في منطقة شبعا، لجهة أن عناصر فتح الإسلام تستخدم هذه الحدود والمعابر غير الرسمية التي كانت خاضعة لمراقبة المخابرات السورية من أجل الوصول إلى الداخل اللبناني.
كما اعترف الموقوف بانتمائه سابقاً إلى تنظيم فتح، ثم انتقل للانتماء إلى تنظيم "الجهاد الإسلامي الفلسطيني" الموالي لإيران. كما تلا تدريبات عسكرية في معكسرات لحزب الله قبل أن يلتحق سرياً عام 2002 بتنظيم القاعدة قبل أن يعلن مبايعته لهذا التنظيم عام 2005.
وعن أسباب اعترافه بمسؤوليته على ضرب الصواريخ والتفجيرات داخل الضاحية الجنوبية، أكد عباس أمام المحقق العسكري بكل وضوح أن السبب وراء هذا الخيار في التفجير والاستهداف الصاروخي هو للرد على الأجواء الاحتفالية التي عمت الضاحية الجنوبية وظاهرة توزيع الحلوى بعد سقوط منطقة القصير بيد حزب الله في سوريا.
ويبدو أن المخاوف التي عبر عنها جنبلاط من دور قادم للمخابرات السورية بغطاء من القاعدة بعمليات اغتيال لبعض الشخصيات اللبنانية، تلتقي مع تحذيرات صدرت قبل أسابيع عن جهات أمنية لبعض الأشخاص بضرورة توخي الحذر في المرحلة المقبلة، خوفاً من عمليات أمنية قد تستهدفهم.
كذلك يبدو أن حزب الله يخشى أيضاً عودة التفجيرات إلى داخل المناطق "الحاضنة" لوجوده في الضاحية الجنوبية، وهو ما يفسر ما سبق أن أشارت له "العربية.نت" قبل أيام حول حالة الاستنفار القصوى التي تعيشها الضاحية هذه الأيام ونشر الحواجز الثابتة والسيارة في كل أحياء هذه المنطقة.