المصدر / وكالات - هيا
برغم تأكيد السلطات الصينية أنها اتخذت كل الإجراءات لاحتواء فيروس كورونا ومنع انتشاره، سارعت عدد من دول العالم لسحب موظفيها أو ترحيل مواطنيها من الصين، واتخذت إجراءات طارئة ضد كل قادم منها.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان اليوم السبت إنها قررت سحب بعض الموظفين من سفارتها وقنصلياتها في الصين بسبب فيروس كورونا.
وجاء في البيان أن الحكومة ستحتفظ بالموظفين الأساسيين لمواصلة القيام بالأعمال المهمة.
وأضاف "في حالة ما تدهور الوضع أكثر من ذلك فإن قدرة السفارة والقنصليات البريطانية على تقديم المساعدة للمواطنين البريطانيين من داخل الصين ربما تكون محدودة".
تزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة، الجمعة، حالة الطوارئ الصحية في البلاد بعد تسجيل ست إصابات مثبتة بفيروس "كورونا الجديد".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الصحة الأميركي أليكس عازار خلال مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، أكد فيه خطورة الوضع الصحي في الصين بسبب انتشار هذا الوباء.
وقال الوزير في تصريحاته إن "الإجراءات المتخذة في إطار حالة الطوارئ تشمل منع الأجانب الوافدين من الصين، من دخول الولايات المتحدة اعتبارا من الأحد".
في السياق ذاته أكد الوزير أن الرئيس دونالد ترامب أمر بفرض حظر مؤقت على دخول البلاد على الأشخاص الذين قد يحملون الفيروس.
ولفت إلى أن أي مواطن أميركي يعود إلى البلد بعد زيارة إقليم خو بي في الصين خلال الأسبوعين الماضيين، سيتم وضعه قيد الحجر الصحي لمدة 14 يوما. كما سيخضع الأميركيون العائدون من الصين لفحوص طبية في منافذ دخول مخصصة.
وأوضح أن التدابير المتخذة وقائية، مؤكدا أن خطر الإصابة بالفيروس في البلاد منخفض، وأن مهمة السلطات تكمن في إبقاء المخاطر النابعة من كورونا عند هذا المستوى.
وكانت متحدثة باسم السفارة الأميركية في الصين نقلت عن وزارة الخارجية قولها إنها تطلب من أفراد أسر موظفي السفارة في الصين الذين تقل أعمارهم عن 21 عاما مغادرة الصين على الفور اعتبارا من 31 يناير/كانون الثاني.
تحركات
وذكرت وكالة الأناضول أن وزارة الخارجیة الكويتية طلبت، مساء الجمعة، من مواطنيها عدم السفر إلى الصين ودعت المتواجدين في الأخيرة إلى سرعة مغادرتها.
وأرجعت الخارجية الكويتية ذلك إلى انتشار فیروس كورونا الجديد وحرصا منھا على سلامة المواطنین الكویتیین، مشددة على ضرورة الالتزام بتعلیمات السلطات المعنیة وإجراءات السلامة المتبعة حتى المغادرة وذلك حرصا على سلامتهم.
وأجلت طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية فجر السبت 71 طالبا أردنيا وعربيا من مدينة ووهان الصينية مركز وباء فيروس كورونا، حسبما افاد مصدر رسمي أردني.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إن "الطائرة التي وجه الملك عبد الله الثاني بإرسالها، وصلت فجر اليوم السبت إلى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) وعلى متنها 71 طالبا أردنيا وعربيا من مدينة ووهان الصينية بعد تفشي فيروس الكورونا".
ونقلت الوكالة عن وزير الصحة الأردني الأردني بالوكالة صالح الخرابشة قوله إن "الطائرة أقلت 55 طالبا أردنيا وسبعة طلاب من فلسطين وثلاثة من سلطنة عمان وواحد لبناني وثلاثة تونسيين وبحريني واحد، بالإضافة لزوجة طالب تحمل الجنسية الروسية، وأفراد الطاقم الطبي وأفراد الطائرة".
كما حذرت تركيا مواطنيها من السفر إلى منغوليا، إثر اعتبار السلطات فيها فيروس كورونا الجديد "خطرا كبيرا".
وأشار بيان الخارجية التركية إلى أن السلطات المنغولية اعتبرت تفشي الفيروس الذي انتشر في الصين بأنه "خطر كبير" بالنسبة لمنغوليا بسبب العلاقات الثنائية الكثيفة، والرحلات المتبادلة بين البلدين.
وفي إشارة إلى أنها تُرجّح "ارتفاعًا أكبر" في انتشار الفيروس، حظّرت الحكومة السنغافورية دخول الركّاب القادمين وأولئك العابرين منها الذين زاروا الصين خلال الأيام الـ14 الماضية، وأوقفت إصدار جميع أشكال التأشيرات الجديدة لحملة جوازات السفر الصينية.
بدورها، أعلنت منغوليا أنّها لن تستقبل المواطنين الصينيين والأجانب القادمين من البلد المجاور جواً أو بالقطارات أو السيارات اعتباراً من السبت وحتى الثاني من مارس/آذار القادم. وسيُمنع المنغوليون كذلك من السفر إلى الصين خلال الفترة ذاتها.
أما في فيتنام، فأمَرَ رئيس الوزراء نغوين شوان فوك بتعليق إصدار أيّ تأشيرات سياحية جديدة للمواطنين الصينيين والأجانب الذين سافروا إلى الصين خلال الأسبوعين الماضيين.
وأضاف أن التجارة مع الصين ستكون "غير محبّذة" إلى حين تراجع انتشار الوباء. وانضمت اليابان بدورها إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول التي أوصت مواطنيها بتجنّب السفر إلى الصين.
حالة طوارئ
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت حال طوارئ على الصعيد العالمي خمس مرّات منذ اعتماد ذلك في 2007 لإنفلونزا الخنازير وشلل الأطفال وزيكا ومرتين لإيبولا.
ويُتيح هذا الإعلان للمنظمة الأممية إصدار توصياتٍ يُتوَقّع من المجتمع الدولي اتّباعها. لكنّ المنظمة حذّرت الجمعة من أنّ إغلاق الحدود لن يمنع انتقال العدوى بل قد يسرّع انتشار الفيروس.
وأعلنت السلطات الصينية السبت أنّ عدد الوفيات المؤكّدة بفيروس كورونا المستجدّ ارتفع إلى 259 حالة في البلاد، في حين ناهز عدد المصابين بالفيروس التنفّسي المميت 12 ألف شخص.
وقالت لجنة الصحّة الوطنية في مؤتمرها الصحفي إنّ عدد الوفيات الجديدة المسجّلة في الساعات الـ24 الماضية بلغ 46 حالة وفاة، جميعها -باستثناء حالة وفاة واحدة فقط- سجّلت في هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد والتي ظهر الفيروس للمرة الأولى في عاصمتها ووهان الشهر الماضي.
وواصلت العدوى انتشارها في الصين إذ بلغ عدد المصابين بالفيروس 11 ألفاً و791 شخصاً.
ويعتقد أن الفيروس الجديد ظهر في سوق بمدينة ووهان تباع فيه حيوانات برّية، وانتشر في ظلّ موسم عطلة رأس الصينية التي يسافر خلالها ملايين الصينيين داخلياً وإلى الخارج.
واتّخذت الصين إجراءات مشددة لمنع انتشار الفيروس، شملت فرض حجر صحي على أكثر من 50 مليون شخص في ووهان ومحاصرة مقاطعة هوبي.
وخارج الصين، أصبح عدد الدول التي وصل الوباء إليها أكثر من 20 دولة. بدوره، أكّد مندوب الصين في جنيف شين شو لصحفيّين أن "لا حاجة لأيّ ذعر غير ضروريّ. لا حاجة لاتّخاذ تدابير مفرطة"، مشدّداً على أنّ بكين تعمل بحزم لاحتواء المرض.