المصدر / وكالات - هيا
تعالت الأصوات المحذرة، الاثنين، من الوباء الذي باتت أوروبا بؤرته، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي.
فمع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا أو "كوفيد 19" بحسب ما يطلق عليه علمياً، أعلن مدير عام شؤون الصحة الفرنسي جيروم سالومون، الاثنين، أن الوضع في البلاد جراء انتشار كورونا "مقلق جدا ويتدهور بسرعة كبيرة"، معبرا عن قلقه من احتمال وصول المستشفيات إلى "أعلى قدرة استيعاب". وقال لإذاعة فرانس انتر إن "عدد الحالات بات يتضاعف كل ثلاثة أيام"، مضيفا "هناك مرضى في حالة صعبة، في العناية الفائقة، ويقدر عدد هؤلاء بالمئات".
الخطر الأكبر قادم
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، إن الخطر الأكبر قادم. وقال المسؤول الذي يعتبر بلاده في طليعة البلدان الأوروبية المصابة بالفيروس، "لم نصل إلى ذروة الانتشار بعد، فالأسابيع المقبلة ستشهد الخطر الأكبر".
وأعلنت السلطات الصحية في إيطاليا، أمس الأحد، تسجيل 368 حالة وفاة، وهي أعلى زيادة يومية في معدل الوفيات منذ ظهور المرض بالبلاد.
وقالت هيئة الحماية المدنية في البلاد، إن إجمالي عدد الوفيات ارتفع إلى 1809 وفيات من 1441 حالة وفاة، السبت، بزيادة يومية نسبتها 25%، كما ارتفع إجمالي الإصابات إلى 24.7 ألف حالة من 21.1 ألف حالة.
وتعد إيطاليا المنطقة الأكثر تضررا من انتشار الفيروس بعد الصين التي سجلت أكثر من 80 ألف إصابة ونحو 3200.
إسبانيا تعقم قطاراتها وألمانيا تقفل حدودها
أما في ألمانيا، فقد عمدت السلطات إلى إغلاق الحدود جزئيا مع خمس دول سعيا لاحتواء الفيروس. كما أوصت المواطنين عدم السفر للخارج لأي دولة إلا عند الضرورة
في حين شنت إسبانيا حملة تعقيم على القطارات، حيث قام متخصصون عسكريون يرتدون سترات واقية بتعقيم محطات القطارات، بينما أمر أفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون كمامات طبية المارة بالعودة لمنازلهم بعد أن زاد عدد الوفيات بسبب المرض لأكثر من المثلين.
ووقف الإسبان، الذين مُنعوا قانونا من الخروج منذ يوم السبت، في الشرفات والنوافذ مساء الأحد ليعبروا عن امتنانهم لتعامل خدمات الطوارئ مع ثاني أسوأ تفشٍّ في أوروبا بعد إيطاليا.
وزادت الحصيلة الرسمية التي تعلنها الحكومة للوفيات بواقع 153 إلى 288. وارتفع عدد المصابين بواقع ألفي حالة ليصل إلى 7753. وأُغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد كما مُنعت التجمعات.
وفجرت إجراءات العزل في إسبانيا بالإضافة إلى تحركات مماثلة لتعطيل مظاهر الحياة العامة في فرنسا، حالة دهشة في غرب أوروبا في مطلع الأسبوع في الوقت الذي تحذو فيه دول حذو إيطاليا في فرض قيود لم تشهدها القارة في زمن السلم.
بؤرة الوباء
يذكر أن منظمة الصحة العالمية، كانت أكدت الجمعة، أن أوروبا باتت "بؤرة" جائحة كورونا المستجد، مشيرة إلى أنه من "المستحيل" معرفة متى يبلغ الفيروس ذروته على المستوى العالمي. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في حينه، إن "أوروبا حالياً هي بؤرة وباء كوفيد 19 العالمي"، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تسجل يومياً يفوق عدد الحالات اليومية التي سجلت في الصين خلال ذروة انتشار المرض.