المصدر / وكالات - هيا
زار المدعي العام السوداني، تاج السر علي الحبر، أمس الأحد، موقع المقبرة الجماعية التي عُثر عليها في مدينة أم درمان.
وكان قد تم العثور في المقبرة على رفات عشرات الأشخاص الذين يعتقد أنهم شاركوا في محاولة انقلاب ضد الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، عام 1990.
وقال المدعي العام أمس: "لدينا فريق من 23 شخصاً، جميعهم خبراء، في الجيولوجيا وخبراء في علم الآثار والطب الشرعي.. ونأمل أن نتوصل إلى نتيجة نهائية بطريقة تخدم الإجراءات وترضي أسر الضحايا".
وبحسب التقارير، فقد تبيّن أن الجثث تعود لـ28 شخصاً يُعتقد أنهم ضباط في الجيش أُعدموا بعد محاكمة عسكرية بعد عام من تولي البشير السلطة عام 1989.
وكانت السلطات السودانية قد عثرت في مقبرة جماعية بمدينة أم درمان الواقعة قبالة العاصمة الخرطوم على رفات 28 ضابطاً أعدموا في 1990 لتنفيذهم محاولة انقلاب فاشلة ضد البشير، بحسب ما أعلنت النيابة العامة الخميس.
وقالت النيابة العامة في بيانها، الخميس، إنها "تمكّنت من العثور على مقبرة جماعية، تشير البيانات إلى أنها من المرجح أن تكون هي المقبرة التي ووريت فيها جثامين الضباط الذين تم قتلهم ودفنهم فيها بصورة وحشية"، مشيرةً إلى أن تحديد مكان هذه المقبرة تم "عقب جهد استمر لمدة ثلاثة أسابيع".
وبعد أشهر من استيلاء عمر البشير على السلطة في حزيران/يونيو 1989، قام ضباط من مختلف وحدات الجيش السوداني بمحاولة للانقلاب عليه، لكن بعد ساعات من سيطرتهم على بعض الوحدات العسكرية في العاصمة فشلت محاولتهم، وأحيلوا إلى محاكمة عسكرية حكمت على 28 منهم بالإعدام وعلى آخرين بالسجن لفترات مختلفة.
وأوضح بيان النيابة العامة أن لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام تاج السر الحبر في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت للتحقيق في مقتل الضباط "ستقوم بكل ما يلزم لاستكمال إجراءات النبش بعد أن تم تحريز الموقع وتوجيه الجهات المختصة في الطب العدلي ودائرة الأدلة الجنائية وشعبة مسرح الحادث لاتخاذ كافة الإجراءات وتحرير التقارير اللازمة".
وأكد النائب العام أن المقبرة الجماعية وضعت تحت حراسة عسكرية "لمنع الاقتراب من المنطقة إلى حين اكتمال الإجراءات".
ومنذ إعدام الضباط لم تكف أسرهم عن مطالبة السلطات بالكشف عن مكان قبورهم.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الفائت سلم ممثلون عن هذه الأسر رئيس مجلس السيادة عبد الفتّاح البرهان مذكرة تطالب بالكشف عن قبور أبنائهم.
وفي 15 حزيران/يونيو الماضي أعلن النائب العام العثور على مقبرة جماعية لمجندين تعود إلى العام 1998، من دون أن يوضح عدد المجندين الذين دفنوا فيها.
وفي 1998 قتل عشرات المجندين، وفق شهود، أثناء محاولتهم الفرار من معسكر تدريب للجيش في العيلفون (40 كيلومتراً جنوب شرقي الخرطوم)، غير أن النظام السوداني أعلن آنذاك أن 55 شاباً قضوا غرقاً في النيل.