المصدر / القاهرة:غربة نيوز
انطلقت جلسات الحوار الليبي التي تحتضنها تونس وترعاها الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، سعيا لإيجاد مخرج سلمي سياسي للأزمة التي مزقت البلد لسنوات، وسط تفاؤل حذر بشأن النتائج المرتقبة للحوار.
واعتبر متابعون للشأن الليبي أنّ الحوار السياسي الليبي المرتقب في تونس قد يفضي إلى نتائج تسند ما حققته لجنة (5+5) العسكرية، لكن ذلك يبقى مشروطا بتوفر الإرادة ووضع حد للتدخل الأجنبي، وفق تعبيرهم،وقال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي البشير الجويني لـ ”إرم نيوز“، إنّ ”هناك سبلا لإنجاح الحوار السياسي بين الليبيين الذين أعطوا مثالا جيدا عن طريق لجنة (5 + 5) وهي لجنة عسكرية صرفة، ومثلت إشارة جيدة يتعين على باقي الفاعلين السياسيين في ليبيا أن ينسجوا على منوالها“ وفق قوله.
وأضاف الجويني قائلا: ”المشكل أن الإرادة الأجنبية كانت ولا تزال موجودة في ليبيا ولكن كل طرف يحاول التدخل لتسجيل نقاط والحفاظ على مصالح“، وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له مصلحة في استغلال الحوار الليبي وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيطاليا وفرنسا وهذا أمر مفهوم، أما أن يتم استغلال كل هذا لتدمير ليبيا وبنيتها التحتية وإغراقها بالمزيد منالسلاح والمرتزقة والمشاكل فهذا لا يصب في مصلحة ليبيا، ولن يكون في مصلحة دول الجوار والمنطقة ككل، بحسب تعبيره.
من جانبه، رأى المحلل السياسي بلحسن اليحياوي في تصريح لـ ”إرم نيوز“، أنّه ”يمكن التوصل إلى حلول ونتائج قد تفوق ما تم التوصل إليه في الصخيرات، ولكن المهم هو مدى التزام الأطراف واللاعبين السياسيين في ليبيا بنتائج الحوار، سواء كان في تونس أو بوزنيقة أو القاهرة، وكل المناسبات التي عُقدت فيها حوارات بين الفرقاء الليبيين“ وفق قوله، وأكد اليحياوي أنه ”لا أحد يريد لهذا الحوار أن يفشل ولكن كل الأطراف تريد أن تغنم حجما كبيرا من المكاسب، إذ لا أحد يريد أن يستمر الصراع على شاكلته الحالية، والجميع اليوم بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقهم بما في ذلك المحور التركي القطري أو بقية المحاور والمتدخلين“.
ورأى الكاتب السياسي الليبي فرج حميد أن الأمم المتحدة في ليبيا قامت بجهد كبير لوقف إطلاق النار وفتح المعابر البرية والجوية، وأكد فرج حميد في تصريح لـ ”إرم نيوز“، أنّ ”هذه الخطوات يجب أن تكتمل بإيجاد مخرجات سياسية؛ لأن النتيجة هي التي تحكم على أداء بعثة الأمم المتحدة، وفي المجمل نحن نسير نحو مرحلة جديدة، وقد سبق أن نبهت المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز بأن العملية السياسية في تونس يجب أن تصل إلى بر الأمان“ وفق تعبيره.
واعتبر حميد أن ”المرجو اليوم هو أن تكون النتيجة ترضي الليبيين“ مبديا تحفظات على القائمة التي تم اختيارها للمشاركة في الحوار، وقال: ”من خلال القائمة الموجودة هناك الكثير من التساؤلات حول هذه المجموعة وآلية اختيارها إضافة إلى أن رئيس حكومة الوفاق الذي تعهد بتسليم السلطة نهاية أكتوبر / تشرين الأول لم يقم بذلك ومدد لنفسه“.
وأشار حميد إلى أن ”ما أزم الموقف الحالي في ليبيا التدخلات الأجنبية، حيث إنه ليس هناك رغبة في إخراج ليبيا إلى بر الأمان، والمجتمع الدولي يعول على الإرادة الدولية ولكن هذه الإرادة لم تكتمل بالشكل الصحيح“، وأضاف أن لتركيا مصالح في ليبيا تريد الحفاظ عليها، ولقطر كذلك مصالحها وجل الدول المتدخلة لها مصالح في ليبيا، وإن لم تكن هناك إرادة مشتركة برعاية الأمم المتحدة لن يكون هناك حلّ إيجابي، وفق تقديره.