المصدر / وكالات - هيا
يتحسب مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي من انعكاس الأزمة في العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وملك الأردن عبد الله الثاني، على الوضع الأمني عند الحدود بين الجانبين، وفق ما أفاد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.
وتتشارك إسرائيل أطول حدود مع الأردن وتزيد عن 300 كيلومتر، بضمنها المناطق التي تحتلها إسرائيل في غور الأردن. وتعتبر هذه أهدأ حدود لإسرائيل من الناحية الأمنية، مقارنة بحدودها مع لبنان وسورية وقطاع غزة ومصر.
وتصاعدت عدة الأزمة بين الجانبين بعد تأخير إقلاع طائرة إمارتية توقفت في مطار عمان، قبل أسبوعين تقريبا، كانت قادمة إلى إسرائيل من أجل نقل نتنياهو إلى أبو ظبي، في زيارة تستمر عدة ساعات وأراد نتنياهو استخدامها في حملته لانتخابات الكنيست، التي جرت الثلاثاء الماضي. وقبل ذلك بيوم ألغى ولي العهد الأردني زيارة إلى المسجد الأقصى بعد تغيير إسرائيل الترتيبات الأمنية للزيارة ورفضها زيارته للكنائس في القدس المحتلة.
وألغى نتنياهو هذه الزيارة إلى أبو ظبي، وهي المرة الرابعة التي يلغي فيها زيارة كهذه، وأوعز بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الطائرات المغادرة والقادمة إلى مطار عمان، في خطوة مناقضة لاتفاقية السلام بين الجانبين. والأسبوع الماضي، خرق نتنياهو الاتفاقية مرة أخرى، بتأخير المصادقة على طلب الأردن زيادة كمية المياه التي تحصل عليها سنويا من إسرائيل، وتضخها الأخيرة من نهر الأردن. ولم يصادق نتنياهو على هذا الطلب حتى الآن.
ويعتبر نتنياهو، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، أن الملك عبد الله تدخل في الانتخابات الإسرائيلية عندما استقبل خصمه، وزير الأمن ورئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، قبل أسابيع قليلة من الانتخابات، وتصريحات غانتس بأن "نتنياهو شخص غير مرغوب به في الأردن".
وأشار هرئيل إلى أن "قسما كبيرا من الجهات المهنية في جهاز الأمن الإسرائيلي يتحفظون من الخط المتشدد الذي يمارسه نتنياهو تجاه عمان، ويرون بالخطوات التي قررها، وبينها إغلاق المجال الجوي لرحلات جوية من الأردن لبضع ساعات وعدم التجاوب مع طلب أردني بالحصول على لقاحات مضادة لكورونا، أنها خطوات انتقامية شخصية من جانب نتنياهو تجاه الملك عبد الله".
ونقل هرئيل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم، إن "سياسة الملك تسمح بالحفاظ على حدود إسرائيل الشرقية آمنة ومغلقة أمام تسلل مخربين وتساعد إسرائيل على منع تهريبات أسلحة. وتنتشر على طول الحدود ثلاثة كتائب في الجيش الإسرائيلي، وغالبا هذه كتائب مشاة تستند إلى جنود غير مؤهلين وانتشارهم عند الحدود تحرر ألوية مشاة نظامية ونوعية أكثر للتدريبات والعمل في جبهات أكثر تهديدا".
وأضاف هرئيل أن "الأردن ينشر على طول الحدود قوات بحجم أكبر بكثير من الجيش الإسرائيلي وفيها عدة ألوية عسكرية. ويبذل الأردن جهدا كبيرا في منع التسلل إلى إسرائيل. وهذه المساعدة الأردنية تعفي إسرائيل من استثمار موارد في ترميم السياج الحدودي، الذي لم يُرمم منذ عشرات السنين، قياسا بمليارات الشواقل التي استثمرت عند الحدود مع قطاع غزة ومصر وسورية ولبنان".
وبحسب هرئيل، فإن "مقربين من نتنياهو يتحدثون، في هيئات مغلقة غالبيا، باستخفاف معين تجاه الأردن ويصفونها كدولة في حالة أفول، ومتعلقة بشكل متزايد بإسرائيل. لكن العلاقات مع مصر بالذات، ينبغي أن تشير إلى أنه من الأفضل لإسرائيل أن تحافظ على الأردن واستقرارها".
وأضاف أنه خلال العامين 2011 – 2013، بعد الإطاحة بالرئيس المصري، حسني مبارك، وحتى الانقلاب العسكري الذي نفذه الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، "أهملت مصر ما يحدث عند الحدود مع إسرائيل ولم تمارس ضغوطا على حماس في غزة ولجم نشاطها. وكانت النتيجة الواضحة تزايد التهريبات، العمليات الإرهابية والتوتر عند الحدود".
وخلص هرئيل إلى أن "ضعف العائلة المالكة في الأردن قد ينعكس على إسرائيل أيضا واستهداف الحدود الطويلة والمستقرة بين الدولتين، بشكل يلزم الجيش الإسرائيلي تخصيص موارد وقوات وانتباه أكثر" إلى هذه الحدود.