المصدر / وكالات - هيا
لم يمض وقت طويل على التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول إمكانية اتساع المعارك لتصل إلى أوكرانيا بالكامل، حتى أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 6 مستودعات ذخيرة أوكرانية في دونيتسك وبمنطقة ميكولايف، واستهداف قاعدة عسكرية قرب كييف، ما أدّى إلى تدميرها جزئيا.
التصعيد الروسي الأخير مع دخول المعارك شهرها السادس حمل إشارة جديدة إلى أن موسكو باتت تضع بين أولوياتها مواجهة الإمدادات العسكرية الغربية التي أصبحت تلعب دورا نشطا في الهجمات الأوكرانية المضادة، وبالأخص على مناطق بدونباس.
تصريحات الخارجية الروسية الأخيرة بشأن التصعيد تجاه كييف وباقي الأراضي الأوكرانية لم تكُن الأولى، فمنتصف الأسبوع الماضي هدّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، بمحو أوكرانيا من الخريطة حال استمرار الدعم الغربي.
وحول الوضع الميداني، قال الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف: "كييف لا تزال مستمرة في التصعيد باستخدام أوسع للأسلحة الغربية، وهو أمر لن تسمح به موسكو، لأن هدف العملية الأول هو تحييد الغرب في أوكرانيا".
وأضاف الخبير الروسي العسكري، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الجيش الروسي يعمل في الوقت الحالي على التوسع وتأمين حوض دونباس بالكامل، ومنع أوكرانيا من محاولة قطع أي طريق للإمدادات الروسية أو اللوجستية للمناطق "المحررة".
ويوم الخميس، أعلن المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك، أن التشكيلات المسلحة الأوكرانية استهدفت أراضي الجمهورية 146 مرة، خلال الـ24 ساعة الماضية، كما حذّر من أن دفع أوروبا إلى تصعيد العلاقات مع روسيا بدعم كييف بالأسلحة يمكن أن يوسّع دائرة الصراع.
وأوضح مينيكايف: "خصائص أداء الأسلحة والمعدات الغربية المستخدمة في أوكرانيا تشكل تهديدا على قلب بيلاروسيا"، مؤكدا أن زيادة نقل الأسلحة الغربية إلى كييف قد تجبر روسيا على اتخاذ رد "أكثر صرامة".
في السياق ذاته، قال الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني، إنه لا يمكن الجزم بجدوى التهديد الروسي للغرب للتراجُع عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة والذخائر، فالجانب الروسي الآن يملك اليد العليا، ونجح في تحقيق الكثير من أهدافه العسكرية والسياسية.
قصف روسي يستهدف بنية كييف التحتية
قصف روسي يستهدف بنية كييف التحتية
وأوضح العناني، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الدعم الغربي يتزايد حاليا بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة والثقيلة والذخائر لدعم الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية، والهدف محاولة استعادة جزء من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها موسكو خلال الشهور الأخيرة، ومن المفهوم أن روسيا لوّحت بورقة الاجتياح الشامل ليكون بمثابة سلاح ردع لكييف التي تُحاول أن تستعيد مواقعها مستعينة بالسلاح والإمدادات الغربية.
هل تورّط زيلينسكي؟
وعن استمرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في طلب السلاح الغربي والأميركي لمنع التقدم الروسي، قال الخبير الروسي العسكري مينيكايف: "ظنّ الرئيس الأوكراني أن الغرب سيخوض حربا مع روسيا بالإنابة عنه، لكنه اصطدم بالواقع وهو عدم فاعلية استخدام ممر الأسلحة السخي لكييف، والذي كشفه التقدم الروسي الأخير واقتراب تأمين حوض دونباس بالكامل".
وحول إمكانية حدوث تقدم في المحادثات الثنائية بين موسكو وكييف لوقف العملية العسكرية، توقع الخبير الروسي العسكري استمرار حالة الجمود فيما يخص وقف إطلاق النار، مع استمرار الدعم الغربي الذي ورط بالفعل زيلينسكي في مواجهة مباشرة مع موسكو.
وخلال الشهر الجاري، توالت التصريحات الأوروبية التي تعتبرها كييف تغيّرا في المواقف بعد 6 أشهر على العملية العسكرية، والتي قال مينيكايف، بخصوصها إن المعسكر الأوروبي والأميركي أدرك بالكامل الآن خطورة الموقف والوضع الاقتصادي ونقص الطاقة والغذاء، نتيجة العقوبات غير المدروسة بخلاف تزويد كييف بالأسلحة لإطالة الصراع.
وفي أحدث تطور للمعارك على الأرض، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أصابت خلال يوم، تسعة مراكز قيادة وقوات ومعدات عسكرية أوكرانية في 173 منطقة، ودمَّرت بطاريتين من راجمات الصواريخ "أوراغان"، وأخرى من راجمات الصواريخ "غراد"، إضافة إلى بطارية مدفعية من مدافع الهاوتزر "مستا - بي" في مواقع إطلاق النار في منطقة سيفرسك شرق أوكرانيا.
وأسفرت الضربات الجوية الروسية عن مقتل 70 مقاتلا في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة أرتيموفسك بدونباس، كما قتل 130 جنديا تابعا للواء مشاة في خيرسون، كذلك أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 3 طائرات أوكرانية بدون طيار "درون" خلال يوم.