المصدر / وكالات - هيا
كشف تقرير صحافي، أن الرئيس المقبل لأركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، يقوم بزيارة إلى واشنطن تستغرق أربعة أيام، في محاولة لبث رسائل طمأنة لواشنطن حيال العلاقات الثنائية، والتشديد على أن التعاون الأمني والعسكري بين الجانبين "لن يتأثر بهوية الحكومة الإسرائيلية المقبلة".
يأتي ذلك في ظل المخاوف التي تشكلت لدى واشنطن من طبيعة الحكومة الإسرائيلية المقبلة التي يعمل زعيم حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، على تأليفها، مع شركائه من الحريديين وتيار "الصهيونية الدينية"، وتضم شخصيات يمينية متطرفة ذات توجهات عنصرية معادية للعرب والفلسطينيين ورافضة لحقوق المثليين.
وأشار التقرير الذي أوردته القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن الرسالة المركزية التي يعمل الرئيس المقبل لأركان الجيش الإسرائيلي، والذي يتولى مهام منصبه رسميا في كانون الثاني/ يناير المقبل، على نقلها للمسؤولين الأميركيين، هي أن "العلاقة الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة ستتواصل على نحو مستقر".
وذكر التقرير أن هليفي يجتمع خلال زيارته مع كبار القادة الأمنيين والسياسيين في الإدارة الأميركية، ويسعى للتأكيد خلال هذه الجلسات أنه "بالرغم من الخلافات أو التوترات التي قد تتشكل على المستوى السياسي بين الجانبين، إلا أن التعاون على المستوى الأمني لن يتأثر".
ولم يذكر التقرير هوية المسؤولين الذين يجتمع بهم هليفي خلال زيارته إلى واشنطن، غير أنه شدد على أنهم "الأشخاص الذين سيتعين عليه وعلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية العمل معهم في السنوات المقبلة".
وأشار التقرير إلى أن "واشنطن تعمل على اتخاذ مجموعة من القرارات الإستراتيجية المهمة بشأن عدد من القضايا المهمة والحساسة، من بينها الملف الإيراني والحرب في أوكرانيا". وشدد على أن لهذه القرارات "تاثير مباشر على إسرائيل".
وكانت واشنطن قد أكدت، يوم الأحد الماضي، عبر وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، أن الإدارة الأميركية ستواصل معارضة الاستيطان أو مساعي الحكومة الإسرائيلية بضم أراضي في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك دعم "حل الدولتين".
في المقابل، شدد بلينكن على أنه سيحكم على حكومة نتنياهو، بحسب أعمالها وليس حسب الشخصيات التي تشارك فيها من اليمين المتطرف، وأكد أن الإدارة الأميركية تعتزم العمل عن كثب مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وقال بلينكن في مؤتمر نظمته "جاي ستريت" (J Street)، ومنظمة يهودية تعمل كمجموعة ضغط أميركية مساندة لإسرائيل، إن "المساعدات الأمنية لإسرائيل مصونة ومكفولة" ، مشيرا إلى أكثر من 3 مليارات دولار تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل في شكل تمويل عسكري خارجي.
واعتبر محللون أن بلينكن في المؤتمر السنوي لمنظمة "جي ستريت" اليهودية في واشنطن، ضيّع فرصة لتوجيه رسالة رادعة لنتنياهو، لو كانت الإدارة جادة في تحذيرها المبطن له منذ المجيء بحكومة تضم قيادات استيطانية عنصرية كاهانية مثل إيتمار بن غفير.
ورأى المحللون أن اللحظة كانت مؤاتية كون المنبر مناسب للحديث بلغة الردع لنتنياهو. فمنظمة "جي ستريت" هي لوبي إسرائيلي جديد طرح نفسه منذ 2007 كصوت يهودي أميركي ضد الاستيطان ومؤيد لحل الدولتين وكبديل عن اللوبي الإسرائيلي التقليدي الواسع النفوذ خاصة في الكونغرس، والذي يعمل كحارس صارم لمصالح إسرائيل في واشنطن.