المصدر / وكالات
علمت مصادر مطلعة، في كواليس المؤتمر العاشر لحركة النهضة، الذي انطلق الجمعة ويتواصل اليوم الأحد، أن الشيخ راشد الغنوشي، سيكون المرشح الوحيد لرئاسة الحركة.
تجدر الإشارة إلى أن فتح باب الترشح لرئاسة الحركة سيكون اليوم الأحد، وقد سبق أن تم تداول عدة أسماء، قيل إنها ستنافس الغنوشي، من بينها رجل "التنظيم القوي" عبدالحميد الجلاصي، والقيادي المحسوب على "الجناح المتشدد" عبد اللطيف المكي.
ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، عن عبد اللطيف المكي تأكيده "بأن الترشح الجدي الوحيد الذي تم الاشتغال عليه هو ترشح الغنوشي"، مشيرا إلى "وجود توجه كبير داخل الحركة في اتجاه إرساء شراكة في القيادة مع الغنوشي تتجسد من خلال مكتب تنفيذي منتخب ككل الاحزاب العصرية".
ذكر المحلل السياسي، شكري بن عيسى، في تصريح لـ "العربية.نت"، إلى تواصل بقاء الغنوشي على امتداد وجود النهضة من الجماعة إلى الحركة إلى الحزب، مشيرا إلى أنه هو المرشد الروحي والزعيم والرئيس، وهو رمز يزداد وزنه مع تحقيقه شبكة علاقات داخلية ودولية واسعة.
ويضيف بن عيسى أن الغنوشي يزداد حجمه بالنظر لقيمته العلمية المشيخية داخل الأطر العلمية للحركات الإسلامية المرتبطة بالفكر الإخواني، ونظرا أيضا لتحكمه في تمويل الحركة ومسكه بـ"حنفية" المال، التي لن يحقق بدونها التنظيم الاشتغال والتطور.
ويعتبر بن عيسى أنه وحتى في بعض الفترات التي ابتعد فيها الغنوشي عن الرئاسة، فإنها لم تكن سوى فترات بسيطة واضطرارية عندما دخل السجن، مشيرا إلى أن الحركة بقيت مرتبطة بالشخص وسطوته، ولم تصنع قيادات بإشعاع وقيمة ووزن الغنوشي، والرهبة ظلت كبيرة من منافسته، ورأينا الجميع يتحاشى ذلك.
وشدد بن عيسى على أن مؤسسات النهضة ستعجز على الأغلب عن تحقيق انتقال سلس للسلطة داخل أطرها بعد غياب الغنوشي، وستكون خلافته عسيرة وربما تقود إلى أزمة كبيرة، ويبدو أن التنازع سيحتد بين القيادات العليا لتحقيق النفوذ الأعلى وضمان السلطة بعد مرحلة الغنوشي.