شهد “أسبوع دبي للتصميم” حضوراً لافتاً وملفتاً للنظر، حيث تحوّلت دبي إلى عاصمة عالمية للإبداع. برز جناح “معرض المصممين من الإمارات”، الذي قدّم أكثر من مجرد قطع أثاث، بل نافذة على الروح المبدعة للجيل الجديد من المصممين الإماراتيين. لم تُعرض الأشياء فحسب، بل سُردت حكاياتها.
دعمت هيئة دبي للثقافة والفنون المعرض، الذي جمع أكثر من 30 مصمماً واستوديو مستقلاً، كلهم متحدون بهدف واحد: البحث عن الهوية الإماراتية في التصميم المعاصر. لم يكتفوا بتقليد المدارس العالمية، بل خاضوا حواراً بين التراث العريق ومتطلبات الحياة الحديثة، لتخرج لغة تصميم جديدة ومبتكرة.
“معرض المصممين من الإمارات”: هوية وإبداع
حول المعرض التصميم في الإمارات من مجرد ترف بصري إلى ركيزة اقتصادية إبداعية. وفّر الدعم المؤسسي للمصممين مساحة عرض وتمكين، وبنى منظومة متكاملة لدفعهم نحو العالمية.
استلهم المصممون الأنماط والخامات والفلسفات الإماراتية القديمة، ثم قدموا تصاميم عصرية تلبي أذواق الجيل الحالي. أظهر المعرض أن التصميم أصبح سفيراً ثقافياً يحكي قصة الإمارات، بين تطور مذهل وجذور عميقة.
دنى ودانية العجلان: كل قطعة تروي قصة
أوضحت المصممتان دنى ودانية العجلان أن كل قطعة أثاث تروي قصة زمنية إماراتية محددة. استخدمتا الألوان والخامات والتركيب لسرد التحولات التاريخية بطريقة مبتكرة.
أكدت دانية: “كشباب، حابين ننقل قصة من كل تصميم”. اعتبرت الثنائي أن المصمم هو راوي، يستخدم الخشب والمعدن واللون بدلاً من الكلمات. كل قطعة خرجت من استوديو العجلان حملت رسالة ثقافية ربطت الجيل الجديد بماضيه بطريقة عصرية.
خالد الشاعر و”كرسي موزة”: الحداثة تلتقي الأصالة
قدم المصمم خالد الشاعر كرسي “موزة”، الذي يجمع بين الاسترخاء العصري والجلسة العربية التقليدية. شرح الشاعر أن الكرسي يتحول بسهولة بين وضعية Lounge Chair ووضعية الجلسة العربية، لتجسيد ازدواجية الهوية المعاصرة.
أوضح أن التصميم ليس مجرد وظيفة، بل بيان فلسفي: يمكن للإنسان أن يكون عصرياً ويحافظ على أصالته في الوقت ذاته. كرسي “موزة” أصبح رمزاً لهوية إماراتية معاصرة، عالمية في الشكل، وعربية في الجوهر.
محمد السويدي و”أساطير”: جذور التصميم
قدّم استوديو “أساطير” بقيادة محمد السويدي قطعاً تحمل التاريخ والفلسفة الإماراتية. أبرزها قطعة “وارش”، مستوحاة من أسطح المنازل في الستينيات، وأعادها ليصبح فاصل داخلي عملي وجمالي.
حوّل السويدي التراث المحلي إلى تصميم عصري، محافظاً على روح القطعة الأصلية، مع تلبية احتياجات المنازل الحديثة. استوديو “أساطير” قدّم ذاكرة إماراتية قابلة للاقتناء، لا مجرد أثاث.
لغة تصميم إماراتية جديدة
ألهم المعرض جيل المصممين الإماراتيين، وأثبت أن التراث يمكن أن يصبح مادة حية ومرنة للإبداع. استخلص المصممون جوهر التراث، وقدموه بأسلوب عصري ومدهش، يربط الماضي بالحاضر ويشكل مستقبل التصميم في الإمارات.
أظهر أسبوع دبي للتصميم و”معرض المصممين من الإمارات” أن الإمارات تبني لغة تصميم مستقلة، تجمع بين الأصالة والابتكار، وتجعل من الجذور التاريخية أساساً لإبداع متجدد يلامس كل منزل، وكل عقل، وكل قلب.

