إسرائيل – القدس المحتلة
وافقت إسرائيل اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، وبشكل نهائي، على طلب أمريكي يقضي ببدء عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة.
ولكن حصرياً داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، والتي تمثل حوالي 53% من مساحة القطاع.
الاتفاق الأمريكي–الإسرائيلي حول مشروع غزة الجديدة وتدخل إسرائيل المباشر
جاءت هذه الخطوة بعد زيارة قصيرة أجراها الوسيط الأمريكي جاريد كوشنر يومي 11–12 نوفمبر.
حيث التقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرتين.
وتم خلالهما الاتفاق على بدء تنفيذ مشروع غزة الجديدة في ست مناطق داخل الشريط الأمني الإسرائيلي.
وتشمل أبرز هذه المناطق: شرق رفح، شرق خان يونس، ومنطقة نتساريم الموسعة.
وبالتالي، يهدف المشروع إلى استيعاب ما يقارب مليون نسمة، أي نصف سكان القطاع تقريباً، في مدن سكنية نموذجية حديثة.
تحول الخط الأصفر إلى حدود دائمة في غزة وفق رؤية إسرائيل
تشير صحيفة هآرتس إلى أن الخط الأصفر الذي تم تحديده في أكتوبر 2025 تحول فعلياً إلى ما يشبه جدار برلين الجديد.
ويتكوّن هذا الخط من كتل إسمنتية صفراء ضخمة، إضافة إلى أبراج مراقبة وكاميرات حرارية، مما يؤدي إلى منع كامل لأي عبور بين المنطقتين.
كما يعتبر الجيش الإسرائيلي أي اقتراب يقل عن 300 متر تهديداً مباشراً.
وبالتالي يتعامل معه بإطلاق نار فوري، الأمر الذي يزيد من ترسيخ هذا الخط كحدّ دائم.
شروط إسرائيل الصارمة لبدء الإعمار وتطبيقها الميداني
فرضت إسرائيل مجموعة شروط واضحة وملزمة لبدء الإعمار، وتتضمن ما يلي:
- عدم وصول أي دولار واحد إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة حركة حماس (47% من مساحة القطاع).
- إدارة جميع الأموال عبر آلية دولية تحت إشراف أمريكي–إسرائيلي مباشر.
- احتفاظ الجيش الإسرائيلي، في الوقت نفسه، بحرية عمليات أمنية كاملة داخل المناطق الخاضعة لسيطرته، دون أي سقف زمني.
التمويل الدولي وجدول إطلاق أعمال البناء في غزة
تعهد البنك الدولي بتوفير 4.2 مليارات دولار كدفعة أولى خلال الأسابيع المقبلة.
ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء فعلياً في يناير 2026، وذلك في منطقتين رئيسيتين هما: شرق رفح والحزام الإنساني المحاذي للخط الأصفر.
ومن ناحية أخرى، أعلنت شركات مقاولات من الإمارات وقطر وتركيا استعدادها للمشاركة، ولكن تحت إشراف إسرائيلي مباشر وضمن الضوابط الأمنية المعلنة.
ردود الفعل الفلسطينية والعربية على خطة الإعمار المرتبطة بإسرائيل
أثارت الخطة ردود فعل متتالية، حيث:
- أعلنت السلطة الفلسطينية رفضاً قاطعا لأي ترتيبات تؤدي إلى تقسيم غزة أو الإخلال بوحدتها الجغرافية.
- اعتبرت حماس أن الخط الأصفر خط أحمر وأكدت أنها لن تقبل بتحويله إلى حدود دائمة.
- بينما رأت مصادر دبلوماسية سعودية ومصرية أن الخطة الحالية غير واقعية.
- مشددة على أنها ستفشل ما لم تُستعد الوحدة الجغرافية والسياسية للقطاع.
مخاوف متزايدة من تكريس التقسيم الفعلي لقطاع غزة
ومع استمرار تدمير أكثر من 1500 مبنى داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ،منذ توقيع وقف إطلاق النار.
كما أيضآ ، تُثار مخاوف متنامية من أن الخط الأصفر لم يعد مجرد خط مؤقت كما كان يُروّج له.
بل أصبح بالفعل بداية لمرحلة جديدة من التقسيم الفعلي لقطاع غزة.

