أعلن اليوم، 26 أكتوبر 2025، انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا لجميع مقاتليه المتجهين إلى شمال العراق.
هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الحوار السياسي وحماية حقوق الإنسان.
كما تعزز الحل السلمي والاستقرار الإقليمي على طول الحدود التركية والعراقية.
انسحاب المقاتلين ومنطقة قنديل التاريخية
بدأ الحزب انسحاب المقاتلين على مراحل دقيقة مع التركيز على سلامتهم أثناء النقل من تركيا إلى شمال العراق.
نظم الحزب مراسم رمزية في منطقة قنديل التاريخية، وشارك فيها 25 مقاتلاً بينهم ثماني نساء.
يهدف الانسحاب إلى تعزيز الأمن والاستقرار وحماية الأكراد في المناطق الحدودية.
كما سلم الحزب بعض الأسلحة وأحرق بعضها كرمزية لتعزيز الثقة بين الأكراد والحكومة التركية.
توفر الحكومة التركية الدعم اللوجستي لضمان انتقال آمن لجميع المقاتلين من تركيا إلى شمال العراق.
العمليات العسكرية والنزاع الكردي
انسحب المقاتلون من جميع المناطق التركية التي كان الحزب ينشط فيها، ووصلوا إلى معاقل الدفاع المديا في شمال العراق.
تركزت العملية على منطقة قنديل التاريخية التي لعبت دورًا مهمًا في التدريب وتخزين المعدات العسكرية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
حرص الحزب على ترتيب النقل بعناية لتجنب أي احتكاك مع القوات التركية.
تعكس هذه الإجراءات التزام الحزب بتنفيذ انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا بطريقة منظمة وآمنة، مع تعزيز الحل السلمي في المناطق الحدودية.
ردود فعل الحكومة التركية والمجتمع الدولي
رحبت الحكومة التركية بالانسحاب واعتبرت الخطوة إيجابية نحو تحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب.
أكد عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، أن الحكومة التركية ستتابع تنفيذ الإصلاحات السياسية لتعزيز حقوق الأكراد وحماية الحل السلمي ضمن الحوار السياسي.
كما أوضح المسؤولون أن الحكومة التركية ستتابع انسحاب المقاتلين بالكامل وتوفر الدعم اللوجستي عند الحاجة داخل تركيا والمناطق الحدودية.
شدد المجتمع الدولي على متابعة خطوات الحكومة التركية لضمان نجاح عملية السلام والالتزام بالإصلاحات، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
حماية المعتقلين السياسيين وحقوق الأكراد
أبدى الحزب قلقه من بطء الحكومة التركية في تنفيذ حقوق الأكراد وظروف المعتقلين السياسيين وزعيمه عبد الله أوجلان في السجن.
دعا الحزب الحكومة التركية إلى إصلاحات تضمن مشاركة الأكراد في البرلمان وتحسين ظروف المعتقلين السياسيين، بما يعزز الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان.
شكلت الحكومة التركية لجنة برلمانية لمتابعة تنفيذ هذه الإصلاحات، ضمن جهود المجتمع الدولي لدعم الحل السلمي والحوار السياسي.
المخاطر والتحديات المستقبلية
حذر المحللون من أن الجماعات المسلحة قد تستغل الفراغ الأمني في المناطق الحدودية بين تركيا وشمال العراق ضمن النزاع الكردي.
أكدت الأطراف السياسية أن تنفيذ الإصلاحات في تركيا عاملاً حاسماً لاستدامة السلام وبناء الثقة بين الأكراد والحكومة التركية.
كما أشار الخبراء إلى أهمية دمج المقاتلين السابقين في المجتمع المدني، مع برامج تأهيلية لتجنب عودة أي نشاط مسلح، ودعم الحل السلمي والاستقرار الإقليمي.
خلفية النزاع وحركة الحزب
بدأ الحزب نشاطه المسلح في أواخر ثمانينيات القرن الماضي واستمر الصراع مع تركيا ضمن النزاع الكردي والمعارك السابقة.
ركز الحزب في السنوات الأخيرة على الحلول السياسية والدعوات للسلام، بعد دعوة زعيمه عبد الله أوجلان إلى نزع السلاح وحل الجماعة تدريجيًا منذ مايو 2025.
تساهم هذه الخطوة في تمهيد الطريق لتنفيذ انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا بشكل كامل، وفتح المجال أمام جولات الحوار السياسي لتعزيز الاستقرار في تركيا والأكراد ودعم السلام الإقليمي.

