حكم التصديق بالأرصاد الجوية، من الأمور التي تشغل بال الكثيرين، حيث يتابع المواطنون يوميا، وباهتمام كبير، توقعات الأرصاد الجوية في مصر لمعرفة حالة الطقس، خصوصا مع التغيرات المناخية المتسارعة، ومع انتشار هذه التوقعات، تساءل البعض عن الحكم الشرعي لتصديق توقعات الطقس المستقبلية، وهل تعد من قبيل التنجيم المحرم شرعا أم أنها علم مشروع، وفي السطور التالية عبر موقعنا غربة نيوز نوضح رد دار الإفتاء.
حكم التصديق بالأرصاد الجوية
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية ردا على سؤال أحد المواطنين، أنه لا مانع شرعا من تصديق توقعات الأرصاد الجوية المعلنة رسميا من هيئة الأرصاد، لأنها مبنية على قواعد علمية دقيقة، وليست تنبؤات غيبية كما يفعل المنجمون.
الأرصاد الجوية علم قائم على القوانين والقياسات الدقيقة
- تؤكد دار الإفتاء أن ما تصدره الهيئة العامة للأرصاد الجوية من نشرات وتقارير، يعتمد على عمليات رصد ومتابعة علمية دقيقة.
- يتم تحليل خرائط طبقات الجو العليا لتحديد المنخفضات والمرتفعات الجوية.
- تستخدم أجهزة حديثة ومعادلات رياضية دقيقة.
- تعتمد التوقعات على قوانين فيزيائية وتجارب متكررة قام بها العلماء عبر الأجيال.
- تصدر النشرات بعد حسابات علمية متخصصة، مما يجعلها ظنية لا يقينية، ولكنها قريبة جدا من الواقع.
- إذا، فإن توقع حالة الطقس لليوم أو للأيام المقبلة هو اجتهاد علمي مبني على الملاحظة والدراسة، وليس تخمينا أو تنجيما.
الفرق بين علم الأرصاد والتنجيم في الإسلام
يوضح العلماء أن هناك فرقا جوهريا بين علم الأرصاد الجوية المشروع وعلم التنجيم المحرم، حيث إن:
- الأرصاد تعتمد على المشاهدة والحساب والقياس العلمي.
- أما التنجيم فهو ادعاء معرفة الغيب استنادا إلى مواقع النجوم والكواكب.
- التنجيم نوع من الكهانة والعرافة المحظورة شرعا، لأنه ينسب التأثير لغير الله تعالى.
- وقد ورد في كتب الفقهاء أن التنجيم هو الاعتقاد بأن النجوم تؤثر في الكون، وهذا مخالف للتوحيد، لأن الله وحده هو المدبّر، ولا يعلم الغيب سواه.
القرآن الكريم والعلم في معرفة الظواهر الكونية
جاء في القرآن الكريم إشارات واضحة إلى أهمية التفكر في خلق الله وتسخير الكون لخدمة الإنسان، كما قال تعالى:
- “وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ، وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ” [إبراهيم: 33].
- ويقول المولى عز وجل أيضا: “فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا” [الأنعام: 96].
- وهذه الآيات تدل على أن استخدام الإنسان للعلم لفهم الظواهر الجوية والكونية أمر مشروع، بل هو من تسخير الله للكون لخدمة البشرية.
أحاديث نبوية تؤكد مشروعية ملاحظة علامات الطقس
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض العلامات الطبيعية التي يمكن الاستدلال بها على تغير الطقس أو نزول المطر، مثل قوله:
- “إِذَا أَنْشَأَتِ السَّمَاءُ بَحْرِيَّةً، ثُمَّ تَشَاءَمَتْ، فَهُوَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ” (رواه مالك والطبراني والبيهقي).
وقد أوضح العلماء أن المقصود هو أن تبدل الرياح واتجاه السحب قد يكون علامة على المطر، وهو تنبؤ مبني على الملاحظة، لا على الغيب أو التنجيم.

