حكم النظر إلى الفتيات بدون قصد أحد الموضوعات التي يتم طرحها كثيرا بين الشباب، خاصة في زمن كثرت فيه الفتن، وتنوعت وسائل التواصل البصري في الشوارع والطرقات.
وقد أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الحكم الشرعي والضوابط التي يجب مراعاتها لتجنب الوقوع في الحرام، والآن نقدمه لكم عبر موقع غربة نيوز في السطور القادمة.
حكم النظر إلى الفتيات بدون قصد
في البداية، أكد الشيخ محمد كمال أن غض البصر من أوامر الله تعالى الواضحة في القرآن الكريم، حيث قال سبحانه:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾.
وأضاف أن النظر المحرم هو النظر المتعمد أو بشهوة، لأنه باب من أبواب الفتنة، ومقدمة للمعصية، أما النظر العابر غير المقصود فلا إثم فيه، إذا لم يتبعه إصرار أو تماد.
وبعبارة أخرى، فإن النظرة الأولى لا تؤاخذ عليها إن كانت بلا قصد، لكن يجب صرف البصر فورا، وعدم التمادي بحجة أنها نظرة عابرة.
رأي الدين في النظر إلى الفتيات
استشهد أمين الفتوى بحديث النبي ﷺ عندما قال للسيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:
يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يرى منها إلا هذا وهذا.
وأشار إلى الوجه والكفين، مبينا أن العلماء استنبطوا من الحديث جواز النظر إليهما بلا شهوة، لأن المقصود هنا هو التعارف أو التعامل الطبيعي، وليس التلذذ بالنظر.
كما أوضح حديث الترمذي عن سيدنا علي رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
النظرة الأولى لك، والثانية عليك.
أي أن النظرة الفجائية معفو عنها إن لم يتبعها تعمد أو تكرار.
خطر النظرة المحرمة
شدد الشيخ كمال على أن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، كما ورد عن النبي ﷺ، مؤكدا أن كل معصية تبدأ بنظرة، ثم تتطور إلى فكر، ثم فعل.
ولهذا دعا الشباب إلى مجاهدة النفس وصرف النظر عن الحرام، واحتساب ذلك طاعة لله، فهو عبادة خفية لكنها عظيمة الأجر.
رسائل أمين الفتوى إلى الآباء والأمهات
اختتم الشيخ محمد كمال حديثه بثلاث وصايا مهمة لكل أسرة:
- علموا أبناءكم معنى غض البصر، فهو من الإيمان.
- ذكروهم أن الناس تغار على بناتها كما يغارون على محارمهم.
- كونوا قدوة أمام أبنائكم، فالسلوك العملي أقوى من الكلام.

