حكم قراءة الفاتحة للميت، من أكثر الأسئلة التي تتردد بين الناس، خاصة عند حضور الجنازات أو زيارة القبور، إذ يتساءل الكثيرون: هل يصل ثواب قراءة الفاتحة إلى الميت؟، وقد أوضح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، الحكم الشرعي في ذلك، مؤكدا أن قراءة الفاتحة وسائر القرآن الكريم يصل ثوابها إلى المتوفى، مستدلا بأدلة شرعية واضحة، وبإجماع الأمة الإسلامية عبر العصور، وعبر موقعنا غربة نيوز ننقل لكم التفاصيل.
حكم قراءة الفاتحة إلى الميت
أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن قراءة الفاتحة وسائر القرآن الكريم يصل ثوابها إلى الميت، مشيرا إلى أن هذا الأمر مستند إلى أدلة شرعية واضحة.
أبرزها صلاة الجنازة التي تبدأ بقراءة الفاتحة، مؤكدا أن الأمة الإسلامية أجمعت على جواز إهداء الثواب للميت، وأن هذا من أعمال الخير المشروعة.
ثواب قراءة الفاتحة يصل إلى الميت
أوضح الدكتور يسري جبر أن صلاة الجنازة في جوهرها موجهة للميت بالكامل.
حيث تقرأ الفاتحة بعد التكبيرة الأولى، ثم الصلاة على النبي ﷺ بعد الثانية.
والدعاء للميت بعد الثالثة، وأخيرا الدعاء للنفس بعد الرابعة.
وهذا التسلسل يؤكد أن الفاتحة تقرأ في سياق الدعاء للمتوفى.
وأضاف متسائلا: “إذا كانت الفاتحة لا تصل إلى الميت، فهل تكون صلاة الجنازة باطلة؟”،
مؤكدا أن هذا دليل واضح على أن ثواب القراءة يصل فعلا للميت.
إجماع الأمة على وصول الثواب للميت
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية عبر العصور أجمعت على قراءة الفاتحة وإهدائها للأموات.
موضحا أن الأمة لا يمكن أن تجمع على خطأ،
لأن الله تعالى عصمها من الانحراف عن الحق،
ولذا فإن إهداء الثواب للميت عمل مشروع ومتفق عليه بين العلماء.
كما بين أن العلماء أقروا بأن الدعاء والقراءة والصدقة جميعها تصل للميت.
وهذا ما يدعم المفهوم الشامل للرحمة الإلهية واستمرار الصلة بين الأحياء والأموات.
الحج والعبادات الأخرى تصل ثوابها أيضًا
تابع الدكتور جبر موضحا أن الحج عن الميت جائز بإجماع العلماء.
والحج يشمل صلاة وذكرا وصياما وصدقة وطوافا،
وكلها عبادات يصل ثوابها إلى الميت دون خلاف.
وتساءل قائلا: “إذا وصل ثواب الحج والصدقة والدعاء للميت، فكيف لا تصل الفاتحة؟”،
معتبرًا أن المنع في هذا الأمر لا يستند إلى دليل قوي.
الفاتحة دعاء جامع وبركة عظيمة
وأكد الدكتور يسري جبر أن سورة الفاتحة هي ملخص القرآن الكريم كله.
لأنها تجمع بين الثناء على الله والدعاء والتأمين على الطلب.
فهي سورة جامعة للرحمة والهداية والشفاء.
وبين أن المؤمن يستطيع أن يقرأها بنية قضاء الحاجة أو شفاء المريض أو الدعاء للميت.
مشيرا إلى قول النبي ﷺ: “لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب.
وهو ما يؤكد مكانتها العظيمة في الإسلام،
وأن من قرأها بإخلاص نال بها الخير في الدنيا والآخرة.

