حالة من المفاجأة سادت بين مستمعي إذاعة القرآن الكريم، حين تسلل إلى آذانهم صوت أم كلثوم على موجة القرآن الكريم.
لحظات قصيرة، لكنها أربكت الجميع، وأثارت فضول المستمعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تساؤلات كثيرة تم طرحها، كيف ظهر صوت كوكب الشرق على موجة مخصصة لتلاوة القرآن الكريم؟
والآن سوف نتعرف معكم عبر موقع غربة نيوز، على تفاصيل الحادث، ورد الإذاعة، وحلم أم كلثوم الذي لم يكتمل.
صوت أم كلثوم على موجة القرآن الكريم
أكد الدكتور إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم، أن ما حدث لم يكن خللا في البث الداخلي أو خطأ بشريا.
بل كان ناتجا عن تداخل محطات الإرسال في نطاق البث الإذاعي.
وأوضح أن العمل داخل الاستديو يسير بشكل طبيعي ومنتظم.
وأشار دويدار إلى أن الإذاعة حررت مذكرة رسمية بالواقعة، ورفعتها إلى الهيئة الوطنية للإعلام لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
مؤكدا أن بث الإذاعة مستمر دون انقطاع، وأن كل الأجهزة تعمل بكفاءة عالية.
أم كلثوم والقرآن الكريم.. علاقة بدأت من الطفولة
ولم تكن الحادثة مجرد صدفة تقنية، بل أعادت إلى الأذهان علاقة أم كلثوم القديمة بعالم القرآن. فقد نشأت كوكب الشرق في بيت التلاوة والحفظ.
تعلمت منذ صغرها قراءة القرآن على يد والدها، وتأثرت بأساليب كبار القراء، وعلى رأسهم الشيخ محمد رفعت، الذي كانت تزوره لمتابعة تلاوته الشهيرة في حي السيدة زينب.
امتزجت روح القرآن بموسيقاها، فصار صوتها يحمل خشوع التلاوة وصدق الأداء.
وهو ما جعل حلم تسجيل القرآن بصوتها يبدو يوما قريب المنال.
حلم تسجيل القرآن الكريم.. مشروع لم يكتمل
في بداية الخمسينيات، فكرت أم كلثوم في تسجيل القرآن الكريم بصوتها، معتبرة أن ذلك سيكون تتويجا لمسيرتها الفنية.
شجعها الشيخ زكريا أحمد على الفكرة، معتبرا أنها ستكون خدمة خالدة للكتاب الكريم.
لكن الحلم واجه خلافات دينية، حيث أيده بعض العلماء مثل الشيخ مصطفى إسماعيل، بينما تحفظ عليه آخرون مثل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.
أما الأزهر الشريف، فاختار التريث ولم يصدر موقفا حاسما، رغم وجود فتاوى تجيز قراءة المرأة للقرآن وفق الضوابط الشرعية.
في ظل غياب الإجماع، اختارت أم كلثوم تأجيل الحلم احتراما لقدسية النص، لتظل الفكرة معلقة في ذاكرة التاريخ.
من حلم التلاوة إلى السيرة النبوية.. استمرار الإلهام القرآني
لم تتوقف أم كلثوم عند حدود الحلم المؤجل، فقد تحول شغفها بالقرآن إلى مشروع فني آخر، يتمثل في تقديم السيرة النبوية في عمل غنائي ضخم بالتعاون مع الشيخ سيد النقشبندي.
ورغم أن المشروع لم يكتمل أيضا، إلا أن القرآن الكريم ظل مصدر إلهام دائم لها.
يظهر أثره في نبراتها، وفي خشوع صوتها حين تغني عن القيم الروحية والإنسانية.

