فشل تشغيل توربينات
كشف خبراء مصريون وصور الأقمار الصناعية ، عن فشل تشغيل توربينات سد النهضة الإثيوبي منذ افتتاحه الرسمي في 9 سبتمبر 2025.
رغم امتلاء البحيرة بنسبة تتجاوز 97% وتخزين نحو 72 مليار متر مكعب من المياه.
كما تضطر الحكومة الإثيوبية لتصريف مئات الملايين من الأمتار المكعبة يوميًا عبر بوابات المفيض دون توليد أي كهرباء.
مما يسبب خسائر اقتصادية سنوية تصل إلى 1.2 مليار دولار ويزيد المخاطر على استقرار حوض النيل.
صور الأقمار الصناعية تؤكد فشل تشغيل توربينات سد النهضة
أظهرت صور الأقمار الصناعية بين سبتمبر ونوفمبر 2025 غياب أي دوامات مياه في أحواض التوربينات الـ13.
مما يدل على توقف تشغيلها. وبالإضافة لذلك، بقي منسوب المياه ثابتًا عند 639 مترًا دون أي انخفاض يشير إلى استهلاك المياه في التوليد.
كما أن التدفق اليومي إلى مصر والسودان يقدر بين 130 و180 مليون متر مكعب.
بينما تحتاج التوربينات للتشغيل الكامل 350–370 مليون متر مكعب يوميًا.
رصد الخبراء تشغيلًا تجريبيًا محدودًا لتوربين واحد في 12 أكتوبر و2 نوفمبر، لكنه توقف فورًا، مما يعكس وجود إخفاق فني وإداري متواصل.
قال د. عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة:
جميع التوربينات متوقفة منذ الافتتاح، والتجارب لم تكتمل، والمياه تُصرَّف عبر المفيض دون فائدة واضحة.
الافتتاح المبكر يكشف أسباب فشل تشغيل توربينات سد النهضة
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 9 سبتمبر 2025 أن السد “مكتمل بنسبة 98.66%
وأن 6 توربينات تعمل، لكن الواقع أظهر العكس تمامًا. حيث استمر التشغيل التجريبي الأول في 12 أكتوبر لساعات قليلة فقط، والتشغيل الثاني في 2 نوفمبر انتهى بسرعة.
كما عملت 4–6 توربينات متقطعة في 9 و11 نوفمبر ثم توقف التشغيل مرة أخرى.
أوضح هاني إبراهيم، باحث في الشأن الأفريقي:
التشغيل غير منتظم ويؤثر على سد الروصيرص والتربة في النيل، وإثيوبيا تقدم معلومات مضللة للعالم بشأن المشروع.
تصميم السد يقلل القدرة ويزيد الخسائر الاقتصادية
خفضت إثيوبيا عدد التوربينات من 16 إلى 13، ما قلّص القدرة الإنتاجية من 6.4 إلى 5.15 جيجاوات، وخسرت 1.3 جيجاوات إضافية.
وتأخر المشروع منذ 2018 بسبب مشكلات فنية وخلافات سياسية، ما تسبب في خسائر مالية سنوية تصل إلى 1.2 مليار دولار.
ويمثل التمويل 5 مليارات دولار من الشعب الإثيوبي عبر سندات، إضافة إلى قروض صينية لتوربينات السد، مما يضاعف العبء المالي على الحكومة.
نفي إثيوبي وتبريرات موسمية لفشل تشغيل توربينات
صرح وزير المياه الإثيوبي حبتامو إيتهفا في سبتمبر 2025 أن التوقف موسمي بسبب انخفاض الأمطار، وأن الحكومة لا تسبب ضررًا لمصر والسودان.
وأكد مسؤولون إثيوبيون في أبريل 2025 تشغيل 7 توربينات بقدرة 1,601.7 ميجاوات وتدفق 1,680 متر مكعب/ثانية، مع المحافظة على مخزون البحيرة عند 60 مليار متر مكعب.
رغم أن التوربينات لم تعمل بالكامل بعد.
تأثير فشل تشغيل التوربينات على المنطقة
تسبب تصريف المياه في سد الروصيرص بالسودان في فيضانات خلال أكتوبر 2025، بعد تصريف 300 مليون متر مكعب يوميًا.
ولم تتأثر مياه مصر بعد، لكنها تطالب بإدارة مشتركة للموارد المائية. وفشلت المفاوضات الإقليمية خلال يوليو 2025 رغم وساطة أمريكية رفضتها إثيوبيا.
ما يوضح صعوبة حل الأزمة وارتفاع المخاطر المائية والسياسية في المنطقة.
أزمة سياسية وهندسية
يواجه سد النهضة الإثيوبي أزمة حقيقية بعد أكثر من شهرين من افتتاحه، إذ لا تعمل التوربينات بالكامل، ويتم تصريف المياه دون إنتاج كهرباء.
وتتصاعد الخسائر الاقتصادية والبيئية، مع مخاطر زلزالية محتملة في المنطقة.
قال د. عباس شراقي:
السد على حافة الانهيار إذا لم تُدار البحيرة بحكمة، ونحتاج إلى اتفاق ملزم بعيدًا عن الإعلانات السياسية.

