تشير تقارير طبية حديثة إلى أن مرحلة ما قبل السكري أصبحت من أكثر الحالات الصحية انتشارًا حول العالم، حيث تؤثر على أكثر من 540 مليون شخص وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وتُعد هذه المرحلة بمثابة جرس إنذار مبكر يمكن من خلاله تجنّب الإصابة بالسكري من النوع الثاني إذا تم التعامل معها في الوقت المناسب.
تحدث مرحلة ما قبل السكري عندما يكون مستوى الجلوكوز في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى مرض السكري. وغالبًا ما تنتج هذه الحالة عن مقاومة الأنسولين، أي عندما يتوقف الجسم عن الاستجابة لهرمون الأنسولين بشكل فعّال، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم.
من الجدير بالذكر أن كثيرًا من الأشخاص لا يشعرون بأي أعراض واضحة في هذه المرحلة، لكن بعض العلامات قد تنبه إلى وجود الخطر، مثل الشعور الدائم بالعطش، والتبول المتكرر، والتعب المستمر، وعدم وضوح الرؤية، وظهور بقع داكنة على الجلد في مناطق مثل الرقبة أو الإبطين.
ويؤكد الأطباء أن هذه المرحلة يمكن عكس مسارها تمامًا من خلال تبنّي أسلوب حياة صحي يعتمد على ثلاث ركائز أساسية:
أولًا، النظام الغذائي المتوازن. حيث يُنصح بتقليل استهلاك السكريات والكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمعجنات والمشروبات الغازية والعصائر المُحلّاة، واستبدالها بالخضروات الطازجة والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة.
ثانيًا، النشاط البدني المنتظم. فممارسة التمارين الرياضية تساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، ويُوصي الخبراء بالمشي السريع أو الجري لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، مع إمكانية إدخال تمارين المقاومة أو رفع الأثقال تدريجيًا.
ثالثًا، فقدان الوزن الزائد. وتشير الدراسات إلى أن خسارة ما بين 5 إلى 7% من الوزن يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 58%.
كما ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية لمستوى السكر في الدم للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو لديهم تاريخ عائلي مع المرض، وذلك للكشف المبكر واتخاذ الإجراءات الوقائية.
ويشير المختصون إلى أن بعض الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد تساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز، إلا أن التغيير في نمط الحياة يظل العامل الأهم في الوقاية والسيطرة على مرحلة ما قبل السكري.
وتُعتبر هذه المرحلة فرصة حقيقية لاستعادة التوازن الصحي قبل الدخول في مضاعفات مرض السكري المزمن، الذي قد يؤثر على القلب والعينين والكلى والجهاز العصبي إذا لم تتم السيطرة عليه مبكرًا.