كيف تتعامل مع إساءة الأقارب وفقًا للشريعة الإسلامية؟
في رد من دار الإفتاء المصرية على سؤال شائع، أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء، كيفية التصرف إذا أساء إليك أحد الأقارب سواء بالكلام أو الفعل. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا” على قناة CBC، حيث تطرق الشيخ إلى كيفية التعامل مع الإساءة من الأقارب وفقًا لتعاليم الإسلام.
الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة
استشهد الشيخ محمد كمال بآية من القرآن الكريم: “فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ” [الأنفال: 1]. وأكد أن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة، ينبغي أن يسعى المسلم لتحقيقها دائمًا، خاصة إذا كان أحدهم من الأقارب. وأضاف أن من يملك القدرة على الإصلاح، عليه أن يستغل هذه الفرصة ويغتنم الأجر والثواب.
قصة من حياة الصحابة
ذكر الشيخ محمد كمال مثالًا من حياة الصحابة ليوضح كيفية التعامل مع الأذى. قال إن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يتصدق على ابن خالته الفقير، لكن الأخير أساء إلى السيدة عائشة رضي الله عنها. غضب أبو بكر وامتنع عن مساعدته. لكن نزلت آية في سورة النور تقول: “أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” [النور: 22]. قال أبو بكر: “أحب أن يغفر الله لي”، وعاد لمساعدته رغم الإساءة.
حكم الإيذاء وكيفية التعامل معه
أكد الشيخ محمد كمال أن الإيذاء حرام، سواء من قريب أو بعيد. لكن المسلم مطالب بالحكمة عند التعامل مع القريب المؤذي. يجب أن يوازن بين حفظ حقوقه ودفع الضرر عنه. وأشار الشيخ إلى أن قطع صلة الرحم يجب أن يكون في حالة الضرر المؤكد، مثل الأذى المستمر الذي لا يمكن تحمله.
الخلاصة
في الختام، نصح الشيخ محمد كمال المسلمين بتحمل الإساءة بالحكمة والروية. يجب أن يسعى المسلم دائمًا لإصلاح العلاقات بينه وبين الآخرين، مستعينًا بتعاليم القرآن الكريم. وبهذا يمكن للمسلم أن يحقق الأجر والثواب من الله تعالى، حتى في المواقف الصعبة التي قد يواجهها مع الأقارب، وخاصة بين أفراد الأسرة المقربين إليك.

